Direkt zum Inhalt
آفاق نوعية للفيزياء النووية والجينوم البشري «الصامت»

يتوقع أن تشكّل مُسرّعات الـ «بلازما» القفزة المقبلة، التي ربما فجّرت اختراقات عمليّة متعددة في الفيزياء النوويّة Nuclear Physics وعلوم الطاقة ومبادئ النانوتكنولوجيا وما يتصل بهما من علوم أساسيّة وتقنيّة، تقف في القلب من مسار العلوم المعاصرة. لا يتعلّق الأمر ببلازما الدم، بل ببلازما الذرّة، وهي تلك المُكوّنات التي تنجم أثناء انفجار الذرّة، وتتخالط فيها أشكال أوليّة من الطاقة والمادة، بمعنى أنها المُكوّنات التي تؤلّف الإلكترونات التي تدور حول نواة الذرّة، وكذلك النيوترونات والبوزيترونات في قلب تلك النواة.


يتّصل أمر مُسرّعات الذرّة بالسيطرة على الطاقة نفسها، وكذلك بالسيطرة على الذرّة ومُكوّناتها بصورة أساسيّة وكبيرة. ويفتح الأمر باباً واسعاً أمام التحكّم بالطاقة النوويّة، سواء تلك التي تنجم عن انفجار ذري أم عن اندماج نووي، وكذلك تتيح السيطرة على الذرّات البدء بصناعات كبرى مرتكزة إلى علوم النانوتكنولوجيا، بمعنى أنها تصنع الأشياء عبر رصف الذرّات المُكوّنة لها، الذرّة تلو الأخرى والجزيء تلو الآخر.

ويسعى علماء مركز «سيرن» الأوروبي لبحوث الفيزياء النووية إلى تحقيق حلم بناء تلك المُسرّعات البلازمية التي ربما وُلِدت قرابة العام 2080.

-في منتصف القرن 21، يتعرّف العلماء إلى أسرار الجينوم البشري! ربما بدا الأمر غريباً للوهلة الأولى، إذ أعلن عن تفكيك شيفرة الجينوم في العام 2001، مع القول إنه يتألّف من 6 بلايين قاعدة جينية (هي الحروف الأبجدية للكتابة الوراثيّة) تساهم 2 في المئة منها في «كتابة» الأوامر في جيناتنا التي يقدّر مجموعها بقرابة 21 ألف جين. لكن، ماذا عن الـ98 في المئة حرفاً المتبقية كأنها خرساء؟ قبل عشر سنوات، انطلق مشروع أميركي يهدف التعرّف إلى عمل الـ98 في المئة من التركيب الجيني، وهو القسم الذي نعرف أنه لا «يكتب» شيئاً على الشيفرة الجينية، لكن العلماء يريدون معرفة ماذا يضمر ذلك الصامت الكبير. وتندرج عشرات مختبرات الجينات في ذلك المشروع الذي شمل حتى الآن 147 نوعاً من الخلايا.

-في العام 2060، يفترض أن تكون السيّارة التي تقود نفسها بنفسها متوافرة في الأسواق. وفي 2012، غيّرت أميركا قوانينها في ذلك الاتجاه، فسمحت لولاية «أريزونا» باستضافة سيارات تجريبية يتولى الكومبيوتر قيادتها بالكامل. ويتشارك البنتاغون (عبر وكالة «داربا» DARPA العلميّة) و «غوغل» و «فولفو» في مشروع لصناعة سيّارة مؤتمتة كليّاً.

- تتداول أميركا وروسيا والصين، مشروعاً لنفق يربط القارة الأميركية مع روسيا عبر مضيق «بيرنغ» في طرف «آلاسكا». في العام 2011، تقدّمت روسيا باقتراح عن نفق بطول 100 كيلومتر، يربط مدينتي «ديزينيف» الروسيّة و «كاب برنس أوف ويلز» الآلاسكيّة.

-نباتات لا تحتاج سماداً. يستغني الجيل المقبل من النباتات المُعدّلة وراثيّاً عن السماد بصورة كليّة أو إلى حدّ كبير. إذ يعكف مختبر «جون إينز» في المملكة المتحدة على استيلاد نباتات موسميّة تحتوي أيضاً جينات مستخلصة من البكتيريا والحبوب، بطريقة تساعدها في الحصول على الأوزوت المتوافر طبيعياً في الهواء. ويتوقع مسؤولون في ذلك المشروع أن يتوصلوا إلى تحقيق تلك الأمور فعلياً في غضون عقدين أو ثلاثة. وباتت الأسمدة الأزوتية مسألة شائكة بعد أن عمدت دول كثيرة، منها مصر، على تحويل الغاز إلى سماد أوزوتي عبر مادة الـ «يوريا»، ما أثار مشاكل في الطاقة داخل تلك البلدان.

-ماء عذب من أعماق البحار. عوضاً عن تحلية ماء البحر، هناك مناطق في أعماقه تتوافر فيها ينابيع ثريّة بالماء العذب، ما يرفع عن البلدان القريبة منها عذاب الحرمان من الماء أو تحمل مشاق تحليته، خصوصاً في مجال الطاقة. المشكلة؟ أين توجد تلك المياه، التي لا يراود العلماء شكوك عن وجودها، لكنهم يقدّرون أن 98 في المئة منها لم يكتشف حتى الآن! وفي العالم العربي، تعمل شركة «نيمفا إنفرونمانت» على مشروع يتضمن اكتشاف عشرات من ينابيع المياه العذبة في منطقة قريبة من شواطئ ليبيا.

06 Aug., 2018 10:53:53 AM
0