صوت جديد: مع محمد آدم دهب تلبو وقفات
تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "يؤمن جيلي بأنّ الأدب ليس فعلاً استثنائياً يقوم به العظماء" يقول الكاتب السودني في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- الكتابة الإبداعية فعل ثابت تُجدّده الأفكار لا الأفعال، وبالتالي تبقى جديدةً بتجدُّد رؤاها وعوالمها السردية وصُوَرها الجمالية وأهدافها؛ فإن نظرنا إلى الكتابة الراهنة نجد أنها أضحت أكثر إشراقاً ممّا مضى، وذلك بفعل الانفتاح الإنساني العظيم الذي ذلّلته التكنولوجيا لهذا الجيل.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- بالطبع، لي جيلي؛ "الجيل الجديد" كما يحلو لنا أن نسمّيه؛ الجيل الذي يؤمن بأنّ الأدب ليس فعلاً استثنائياً يقوم به العظماء فقط، بل هو نشاط عادي يستطيع أيُّ إنسان عادي ممارسته، وعلى طريقته التي يحب، في المقهى أو المكتبة، على فيسبوك أو تويتر... وهذا ليس استهانة بهذا الفعل العظيم، وإنما لخلق أُفُقٍ أرحب للأدب؛ فقد عانى الأدب كثيراً من اختناق رفوف المكتبات وضيق الصالونات الثقافية في ما مضى من أزمنة.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- الأدب هو في الأساس عملية تراكمية، تبدأ من الأقدم إلى الأحدث، أي أنَّ كل كاتب هو بالضرورة تلميذ مجتهد للذين سبقوه في درب الكتابة والتأليف. وبالتالي، من الطبيعي جدّاً أن يكون هناك جسر من التواصل بين أجيال الكتابة المختلفة، شخصياً علاقتي بأدب القرن العشرين وثيقة جدّاً، وخصوصاً الأدب اللاتيني والأفريقي، فهما واحة مشرقة في طريق الكتابة الموحش.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- علاقتي بالبيئة الثقافية المحلية جيّدة؛ بل أنا جزء أصيل منها على الرغم من حصار المنفى والاغتراب.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- صدر كتابي الأوّل بجهود طيّبة من الأصدقاء؛ فقد ساعدوني كثيراً في الحصول على موافقة مبدئية من "دار أوراق للنشر"، ومن ثَمَّ حصلت على عرض نشر مناسب. كنتُ حينها في الخامسة والعشرين، مندفعاً بفضول الاستكشاف وحوافز السطوع.
■ أين تنشر؟
- أنشر على كل الوسائط الورقية والإلكترونية. إلكترونياً، أنشر على موقع مؤسّسة "جيل جديد" الثقافية، و"سودانيزأونلاين" وفيسبوك. أمّا ورقياً، فنشرتُ مع دارَي نشر حتى الآن؛ هما: "دار أوراق" في القاهرة، و"دار مومنت" في لندن وتونس.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- عادةً أقرأ لأتعلّم، لأكتشف غرائب التصوير وجماليات الفضاء السردي، لذلك غالباً ما يُحدّد أوّلُ كتابٍ أقرأُه لأيّ كاتبٍ مسيرتي معه، فإمّا أن أضمَّه إلى قائمة القراءة خاصتي أو أتركه مع آخر جمله من كتابه الأول. لا أدري، ولكن يمكن وصف طريقتي في القراءة بالمنهجية.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
- نعم، أقرأ باللغة الإنكليزية.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُكَ؟
- بالطبع لديَّ رغبة، وهي رغبة ملحّة نظراً لانفتاح العالم الذي نعيش فيه، فكلّما كنتَ مقروءاً بلغات أكثر، أصبحتَ أكثر انتشاراً وخلوداً، فلو لم تُتَرجم أعمال ماركيز الى الإنكليزية أوالعربية لكنتَ الآن بعيداً كلّ البُعد عن قرية ماكندو.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- أعمل الآن على إنجاز رواية طويلة، أمّا إصداري القادم فهو مجموعة قصصية بعنوان "تداعي ظاعن".
بطاقة
كاتب سوداني من مواليد نيالا في ولاية جنوب دارفور عام 1990. صدرت له روايتان؛ هما: "مدارج السلسيون" (2015)، و"ظلّ الفوضى" (2016)، ومجموعة قصصية بعنوان "أسطرة الأمكنة" (2018). له مجموعة قصصية قيد النشر بعنوان "تداعي ظاعن".
المصدر:العربي الجديد