Direkt zum Inhalt
إدوارد سعيد.. "المثقف والسلطة" ماذا يعنى استقلالهما؟

إدوارد سعيد.. "المثقف والسلطة" ماذا يعنى استقلالهما؟

 

 

نواصل إلقاء الضوء على مشروع المفكر الكبير إدوارد سعيد (1935- 2003) ونتوقف اليوم مع كتابه "المثقف والسلطة".

 

الكتاب صدرت طبعته الأولى 1994، والمحور الأساسى الذى يدور حوله الكتاب حسبما يقول الدكتور محمد عنانى، هو علاقة المثقف بالسلطة، وسوف يلمح القارئ كيف يتوسع إدوارد سعيد فى تبيان "صور" المثقف المتعددة فى المجتمع وتعريفات كبار النقاد له، وهو التوسع الذى يتطلب من القارئ (الإنجليزى والعربى) تركيزًا شديدًا فى متابعة شعاب الفكرة وفروعها، ولكنه لن يصعب عليه أن يخرج بالفكرة الأساسية التى يرمى سعيد إبرازها، ألا وهى ضرورة استقلال كل مثقف عن السلطة.

 

المثقف والسلطة 

 

ويكون ذلك بمعنى عدم الارتباط بقيود تحد من تفكيره أو توجه مسار أفكاره مهما تكن هذه الأفكار، وأما إذا حصرنا صورة المثقف فيما يوحى به سعيد من أن المثقف الحق فى نظره هو من لديه أفكار يعبر عنها لغيره (أى للجمهور) فى محاضرة أو حديث أو مقال أو كتاب فإن سعيد يؤكد ضرورة استمساك المثقف بقيم عليا مثل الحرية والعدالة له ولغيره، وعدم قبول الحلول الوسط فيما يتعلق بهذه القيم، خصوصا حين يحس أنه، ما دام قد أقدم على الكتابة أو على مخاطبة جمهور ما، قد يشارك فى الحياة العامة (كما يسميها) وأصبح يمثل غيره ممن لا يمثلهم أحد فى دوائر السلطة، وهى التى تتعد صورها فى الكتاب، من صورة صاحب العمل الذى يمارس المثقف مهنته لديه إلى صورة الشركات التجارية التى تسعى للربح دون غيره ولا يعنيها فى سبيل ذلك ضحايا الربح من الفقراء والمحرومين.

 

 

 

المصدر: اليوم السابع 

17 Jan., 2021 01:48:55 PM
0