معرض الرياض يتبنى التطوير.. ما المشاكل التي يواجهها الناشر العربي؟
على مساحة هي الكبرى منذ الدورة الأولى تتجاوز 36 ألف متر مربع، وبمشاركة هي الأعلى بين الدورات السابقة، حيث تحضر ألف دار نشر من 30 دولة من مختلف القارات، تسعى السعودية ليكون معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام أكثر أهمية وبروزاً ومنفعة.
الأرقام تلك تشير إلى أن عملاً دؤوباً يقف وراء كواليس معرض الرياض الدولي للكتاب، من أبرز غايته وفق ما هو معلن تطوير عملية نشر الكتب وتحقيق صياغة جديدة لعملية النشر العربية.
ومنذ مساء الـ31 من سبتمبر 2021، جرى تدشين معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2021، تحت شعار "وجهة جديدة، وفصل جديد"، مستقبلاً زائريه بأكثر من مليون عنوان من ألف دار نشر مختلفة، وهو ما يجعل هذه النسخة من المعرض هي الكبرى في تاريخه.
ويشارك العراق ضيف شرف للمعرض مع تقديمه لبرنامج به صفوة المثقفين والفنانين العراقيين الذين سيشاركون في ندوات وأمسيات ثقافية خلال فعاليات هذا الحدث الكبير.
أهمية كبيرة
يعتبر ناشرون أن عودة معارض الكتب لها أهمية كبيرة للناشرين، فضلاً عن أهميته للقراء.
ووفق ما يقول صاحب "دار أفكار" للنشر خالد أبو الوليد، لـ"الخليج أونلاين"، الذي يحضر معرض الرياض حالياً، فإن المعرض هذا العام ينال اهتماماً جيداً، وما يزيد من أهميته وجود "شعب مثقف ويحب القراءة" في المملكة.
ولفت إلى أن المعرض يحظى بحضور قراء عرب من جنسيات عربية وخليجية مختلفة تستغل المعرض للحضور واقتناء الكتب.
وأشار "أبو الوليد" إلى أنه "في ظل معطيات انتشار فيروس كورونا أعتقد أن الحضور يعتبر جيداً، كما أن المشاركة واسعة كثيراً، وهذا العام نرى الناشر السوري بعد انقطاع دام 11 عاماً وناشرون من مختلف البلدان العربية".
واقع النشر
يقام على هامش المعرض "مؤتمر الناشرين"، الذي يعد الأول من نوعه في السعودية.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر بهدف بحث واقع صناعة النشر في العالم العربي وكيفية تطويرها لتصل إلى المستويات التي تمكنها من المنافسة العالمية والدولية.
ويقدم معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 نحو 12 جلسة حوارية بمشاركة 42 متحدثاً من السعودية ومختلف دول العالم؛ لتناول العديد من الجوانب حول واقع صناعة النشر المحلية والإقليمية، وذلك بهدف تنمية الثقافة العربية في المستقبل.
كما يشهد المعرض فعالية "حديث الكتاب"، التي تقدم من خلال نخبة من المفكرين والمؤلفين والمؤثرين، وعلى رأسهم الأمير تركي الفيصل، وكذلك المؤلف الأمريكي جوردان بيلفورت، وكريس جاردن.
وتقدم هذه الشخصيات البارزة أحاديث عن تجاربهم الملهمة في مجال الكتابة والتأليف وغيرها.
الخطر المحدق بالكتاب
مدير "دار شعاع" هيثم قباني، أشاد في حديثه لـ"الخليج أونلاين" بـ"كل الجهود" التي تدعم إقامة المعارض، مؤكداً أن "دور المعارض مهمة جداً"، لكنه يحذر من خطر يواجهه النشر العربي، واصفاً هذا الخطر بأنه "أخطر من كورونا".
الخطر الذي يتحدث عنه قباني هو "فيروس نسخ الكتب وبيعها مجاناً على مواقع إلكترونية موجودة أمام أنظار الجميع"، وفق قوله.
وأشار إلى أن من يعملون هذا "التزوير" يستغلون المعارض لشراء نسخ من الإصدارات الحديثة ويجرون عليها عملية النسخ والتحميل على الإنترنت، "ولا نستطيع أن نفعل شيئاً".
وأضاف: "ما يحصل اليوم أن الذي يقرأ يذهب إلى هذه المواقع بدلاً من الشراء، ومن ثم فالناشر يعزف عن النشر، والمؤلف يعزف عن التأليف، وهذه مصيبة كبيرة للناشر العربي".
وأكد أن محاولات عديدة أجراها الناشرون مع اتحاد الناشرين العرب "لكن دون نتيجة تذكر"، محذراً في حال لم يتم وقف هذه المواقع خلال السنوات القادمة "فلن يكون هناك نشر عربي، بل نشر فلكلوري للتظاهر والتفاخر بأن هناك من أنتج كتاباً، ولن تكون هناك صناعة".
وزاد: "نعاني كثيراً منذ سنوات. نحن نشيح بأعيننا عن الأسباب الحقيقية لصناعة الكتاب، ونعتبر الكتاب هو عبارة عن فلكلور أو ثقافة فقط، إنه علم وحضارة وتعليم ومعرفة، وهذه بحاجة إلى صناعة أكثر من حاجتها إلى مهرجانات واحتفالات ومعارض".
يعتقد قباني أن "ما نسبته 90% من الناشرين يعانون اليوم، وهناك 10% من الناشرين الذين يملكون دور نشر كبيرة لديها آلاف المخطوطات والكتب والحقوق، ومن ثم فهذه الدور الكبيرة مستمرة وقوية، لكن ليس كما كانت".
ويشير إلى أن "النشر ليس بحاجة لبيع فردي بسوق اسمه معرض. أستطيع القول إن المعارض العربية أسواق وليست معارض بالمعنى الأوروبي والأمريكي والروسي والصيني، حيث تباع الحقوق وتشترى، بل في المعارض العربية أشبه بالبازار".
وأكد قباني أن "النشر ليس بحاجة للمعارض إلا للانتشار قليلاً عندما يكون الناشر كتابه مطلوباً، لكن لا يصور وينشر على مواقع الإنترنت".
فعاليات مختلفة
وبالعودة إلى معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 فقد دشن على مساحة ضخمة تتجاوز 36 ألف متر مربع.
ويضم المعرض مناطق خاصة بأعمال الناشرين، وأخرى تحتضن ورشات عمل وجلسات حوارية ودورات تدريبية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية والفنية.
كما يحتضن معرض الرياض الدولي للكتاب 3 مسارح خارجية؛ مسرحان في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، إضافة إلى مسرح في مركز الملك فهد الثقافي.
وتتنوع الأنشطة المقدمة في معرض الرياض الدولي للكتاب لتشمل كذلك عروض الطهي الحية، إضافة لفعاليات الأطفال وفعاليات أخرى متنوعة.
وقدم المعرض تجربة زيارة متكاملة لزواره؛ من خلال توفير أماكن مخصصة للقراءة، ومقاهٍ تتوزع في أروقة المعرض، وتوفر أجواء مثالية للزوّار من مختلف الشرائح.
يستقبل المعرض الزوار يومياً بدايةً من الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت مكة وحتى الساعة العاشرة مساءً، ويستثنى يوم الجمعة من هذه المواعيد، إذ تنطلق مواعيده بدايةً من الساعة الرابعة عصراً وحتى العاشرة مساءً.
وتستمر فعاليات المعرض حتى الـ10 من أكتوبر الجاري، بالتزامن مع تنظيم عدد ضخم من الندوات والأمسيات النوعية التي تستهدف إثراء البرامج الثقافية.
جدير بالذكر أن أول دورة انطلقت لمعرض الرياض الدولي للكتاب كانت في عام 2008.
المصدر: الخليج أون لاين