إستراتيجية الاتصال الثقافي في دراما المسلسلات التلفزيونية العربية
يأتي التلفزيون في مقدمة وسائل الإعلام المعوّل عليها القيام بدور فاعل في ت جسيد الواقع الاجتماعي بكل مضامينه الثقافية، و مواجهة إعلام العولمة؛ لأنه بمقدوره الوصول إلى كافة فئات المجتمع باستخدام القوالب البرامجية المناسبة، ووفقا للأساليب الفنية والإبداعية القادرة على إيصال المضامين الثقافية بكفاءة ونجاح، وتأتي في مقدمتها الدراما التلفزيونية بأشكالها المختلفة؛ باعتبارها وسيلة تثقيف ومرآة للقيم، وكذلك وسيلة تسلية وترفيه.
فمن الثابت أن إنتاج دراما المسلسلات التلفزيونية في الغرب يأتي ترجمة لإستراتيجيات اتصالية واضحة المعالم والأهداف، ولعل ما تنتجه العولمة الثقافية في (هوليود)، وغيرها من شركات الإنتاج التلفزيوني الغربي أكبر دليل على ذلك، وفيها ما يهدد الثقافة العربية والإسلامية، كغيرها من ثقافات الأمم والشعوب في العالم. بينما مازال معظم الإنتاج العربي من دراما المسلسلات التلفزيونية ضعيفاً، ولا يحقق انتشاراً حتى على المستوى العربي؛ سوى الإنتاج المحدود من بلدين عربيين فقط. هما مصر وسورية. أما البلدان العربية الأخرى فقد اكتفت بدور المستهلك، وإن غامرت في الإنتاج فهي تدرك أنها لا تنتج سوى للاستهلاك المحلي، وأن إنتاجها غير قابل للمنافسة، أو البث في قناة غير قنواتها الوطنية؛ بفعل العديد من المبررات- غير الدقيقة – منها عائقا للهجة أولاً، وثانيا ًشح إمكانات كوادره االفنية والإبداعية من كُتاب ومخرجين وممثلين ومصممين ....الخ ؛ الأمر الذي أدى إلى الاستسلام للواقع، وإلى استمرار غياب الإنتاج العربي المتنوع المصادر من الدراما التلفزيونية، ومن دراما المسلسلات بالتحديد التي يمثل غيابها اختفاء لأنواع ثقافية كثيرة في البلدان العربية.