الموسيقى الشرقية والغناء العربي
أُشْرِب «قسطندي رزق» محبة الموسيقى في قلبه منذ نعومة أظفاره يوم أن خالط — وهو بعد صغير — الفنان «عبده الحامولي»، فارتسم في ذهنه صورة العروبة الفخمة عندما رآه يمثّل من الحركات والأقوال ما يصور فروسيتهم وعظمتهم، خاصة وأن الحمولي كان شجي اللحن، جميل الصوت، فمنذ ذلك الحين شعر رزق بتيار الموسيقى يمشي في عروقه، فأضحى من المولعين بالغناء العربي الذي لا يصبو إلا إليه، ونذر نفسه وقلمه للدفاع عن أصالة الموسيقى العربية، ضد كافة محاولات التغريب التي ترمي إلى اقتلاعها من جذورها ومسخ الهوية القومية الموسيقية، وقد رأى رزق أن الموسيقى العربية في عصره تقف على مفترق طرق؛ فإما أن تحيا بإحياء ماضيها أو أن تموت باقتلاعها من تربتها الخصبة.