في ظلال الحقيقة
«إنما الحكمة بنت الاختبار، تقتنيها النفس بعد الاعتبار.» بهذا البيت الشعري؛ يستهل «نجيب أشعيا» مؤلَّفه الذي بين أيدينا، ليأخذنا معه في رحلة فكريَّة ذاتيَّة بين دروب الكون وأمصاره، نغرق معه خلالها في البحث عن المعنى، ونتوَّق مثله للوصول إلى حقائق الوجود وخباياه، طالبين السُّكنى، وسعادةً لا تتأتى إلا لباحثٍ نهمٍ حصد بعد عناءٍ مبتغاه. وإذ كانت الحكاية هي الوسيلة الأقرب للنفس في السرد والتعبير، فإذا بالكاتب يصوغ أفكاره في قالب قصصي ممتع، تبدأ أحداثه بلقاء غير معتاد بين «نجيب» الذي كان يجلس حائرًا متأملًا فيما حوله، وبين أحد العابرين من دراويش الطريق، تتلاقى روحَيْهما دون سابق ميعاد ليبدآ حوارًا شيِّقًا، تتبعه رحلةٌ طويلةٌ يلتقيان فيها بـ «فريد وفريدة»، وذلك في سلسلة من الأحداث ستجتذبك لمتابعتها، ولمشاركة أبطالها نهم البحث وفضول المعرفة.