Direkt zum Inhalt
نبذه عن الكتاب
وادي الصفصافة
Noch keine Bewertungen vorhanden
تتناول مجموعة من الأحداث التي شهدتها مدينة الكرك في حقبة زمنية تعود الى أوائل القرن الفائت. وتتسم بتصوير دقيق لأجواء تلك الفترة من خلال الاعتناء الفريد بالشخصيات والأمكنة التي تجري فيها حكايات واقعية من موروث تلك البيئة. وتسرد الإرهاصات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي سبقت أحداث "هبة الكرك" ومثال ذلك موضوع (السخرة) التي كانت منتشرة آنذاك من قبل العثمانيين الذين كانوا يسيطرون على المنطقة، مثلما تتعرض لمسألة التعداد السكاني التي أطلقت الشرارة للهبة حين رفض الأهالي التعداد الذي يقود فيما بعد الى تجنيد أبناء مدينة الكرك للقتال في الحرب العالمية الأولى. وتبرز الرواية وجهات النظر التي سادت بين الناس ونضوج الوعي السياسي المبكر من خلال شخصية محورية (حسن) تدور من حولها أصداء العلاقات الاجتماعية، والتداخلات السياسية التي قادت فيما بعد الى استدعاء الدولة العثمانية لجيوشها لقمع حالة التحرر وما نتج عن ذلك من قتل ودمار في قرى المدينة. ويغلب على الرواية التي تسرد أحداثها على خطين زمانيين تاريخي ومعاصر الطابع الحواري، مثلما يورد المؤلف مجموعة من الأشعار على لسان بعض شخوص الرواية للشعراء الدكتور خالد الكركي وحكمت النوايسة وحامد النوايسة وغنام البطوش وعبدالله العكشة وشبلي الأطرش. ومما جاء فيها: "انْهَدَّ الحيلٌ، وتمنّى الرجالُ الموت، تشقّقت الشّفاه، وذوت الأصوات، لم يبقَ إلا الأنفاس تقرع في قصبات الأجساد الرقيقة. ثقبَ الظمأُ ذاكرة عبدالغني، لم يعد للألم طعم.. كان يبكي بلا دموع، يمارس الموت كلَّ لحظة، يودِّع الجموع بلا رحيل، يسمع طرقات قلبهِ على ذلك القفص العتيق، يجسّ تلالَ الرمل التي بدت كالملح على جراح ذلك الزمن الضرير. كان يشهق للماء كطفل رضيع دقَّ عنقَهُ الجوع، مدّ يده الموثوقة إلى الماء، تراءى له كحلم، وما إن رآه الجنديُّ حتى أرسل له الموتَ على رأس "شَلْفَى"، أسقطت ما تبقّى من أحشائه، ربَطه الجندي على ظهر بغل، ليقذفه إلى أهله كمنجلٍ عتيق، يزهو حديدُه كلّما تمرَّسَ في قَصّ رقاب السّنابل".