التربية الوطنية في الإسلام
إن مسألة " الوطنية " مما شغل أهل الفكر والسياسة في هذا الزمان، وأصبحت منزلقاً خطيراً تزلّ عليه الأفهام والأبدان – إلا من عصم الرحمان-، وشرّقت وغرّبت فيها الأذهان، لذا كانت حريَّة بأن تكون محلاً للتجلية والبيان، لا سيما ممّن تربّوا في مدرسة الواحد الديّان، وأسلموا قياد قلوبهم وعقولهم لمنهج سيّد ولد عدنان – عليه صلوات الكريم المنّان-، فكانت هذه الدراسة الفذّة التي برعت في المضمون والعنوان.
إن الإسلام الذي اقتضت حكمة الله أن يكون الدّين الخاتم بكل ما تقتضيه هذه الخصيصة من توافر مقوّمات الشمول والصلاحيّة لكل آن ومكان، وبكل ما تستوجبه من كشف اللثام لا سيما عن تلك القضايا التي تمثّل ثقلاً ورجحاناً في الميزان، ما كان ليدعَ مثل موضوع الوطن والوطنية دون إيضاح وتبيان، ودون أن يفيض عليها بسابغ الحجة وساطع البرهان.