Skip to main content
"كيف يفكر الجهاديون.. الأيديولوجية والدعاية"

صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد الرابع والأربعون من سلسلة "مراصد" بعنوان "كيف يفكر الجهاديون.. الأيديولوجية والدعاية"، تأليف إيمان البدوي وميلو كوميرفورد وبيتر ويلبي، وترجمة سمية عبد الوهاب، وراجعت الترجمة خلود سعيد، وقد صدر النص الأصلي عن مركز الدراسات الدينية والجيوسياسية بالمملكة المتحدة.

وتنطلق الدراسة من الإيمان بأهمية فهم عقيدة ظاهرة التطرف العالمي من أجل مواجهتها، حيث إن اقتلاع هذا المزيج من الفكر العقائدي والأهداف السياسية يجب أن يتم من خلال المراجعة الدقيقة والمجابهة الفكرية المستدامة، وتقوم الدراسة التي أجراها مركز الدراسات الجيوسياسية بدراسة وتحليل عينة دراسة شملت 11 مصدرًا إعلاميًّا في الفترة بين أبريل 2013 وصيف2015، من ثلاث جماعات منتمية إلى السلفية الجهادية؛ وهي: تنظيم داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. 

يهدف البحث إلى تحديد الأيديولوجية التي تتبناها الجماعات الثلاث بدقة وفقًا لمصادرهم الإعلامية؛ وذلك لإيجاد روايات مضادة فعالة من قبل عموم المسلمين والحكومات والمجتمع المدني. ويُقدِّم هذا التقرير قاعدة من الأدلة حول ما يفترضه الكثيرون بالفعل؛ وهو أن السلفية الجهادية تعد قوة محركة أساسية وراء ممارسات العنف والتطرف؛ ومن ثم يجب مواجهتها أولًا لأجل دحض هذا العنف.

وتوصلت الدراسة إلى وجود فرق واضح بين الأيديولوجية السلفية الجهادية، والإسلام الذي يمارسه أغلبية المسلمين؛ ففكر السلفية الجهادية يستند إلى مبادئ مشوهة من الدين الإسلامي ينتج عنها رأي أوحد وحاسم حول الممارسات الجهادية العنيفة. وتتبنى الجماعات الثلاث أيديولوجيات متطرفة متشابهة؛ متحديةً بذلك الفكرة القائلة بأن تنظيم داعش أكثر تطرفًا من القاعدة.

وتظهر القيم الأيديولوجية، التي تمثل الأسس الأخلاقية لسلوكيات وأفعال الجماعات الثلاث في 80% من دعايتها الإعلانية؛ ويشمل هذا القيم العقائدية الإسلامية بنسبة 62%، وقيم الشرف والتضامن مع المجتمع الإسلامي بنسبة 68%، والإشارات الصريحة لنهاية العالم بنسبة 42%. 

ويسود الدعاية تأكيد دائم على نُبل مفهوم الجهاد؛ حيث تقدمه دائمًا في سياق الشهامة والفروسية، مع صور للمقاتلين يمتطون الجياد أو الإشارة إلى صلاح الدين الأيوبي. وتشُكِّل هذه الإشارات نحو 71% من الدعاية. ودائمًا ما يشُار إلى نُبل الجهاد سواء بشكل مباشر أو ضمني من خلال صور الجهاديين على صهوة الخيول والإشارة إلى الأبطال والفرسان والأسود. فعادةً ما يتم الإشارة إلى الأطفال بـ" الأشبال" في دعاية داعش، في إشارة إلى أنهم سيصبحون من الجهاديين في المستقبل. 

وبالرغم من أنه عادةً ما تؤخذ التبريرات القرآنية خارج سياقها مؤكدةً الادعاء القائل بأن هذه الجماعات تنتقي الآيات التي تدعم مواقفها، فإن الأيديولوجية تستخدم النصوص الدينية بتوسع؛ فقد تقتبس نصف المادة الدعائية من القرآن، فقد تمت الإشارة إلى 63 سورة من إجمالي 114 سورة. 

وتستخدم الأحاديث النبوية بقدرٍ أقل مُقارنة بالتبريرات القرآنية؛ حيث لم تتعدَّ نسبة 22% من العينة. ويبدو أن الطرق التي يتم بها توظيف الأحاديث النبوية في الدعاية تُؤكِّد الاتهام الموجه للجماعات السلفية الجهادية بأنها تنتقي الأحاديث لتُلائم أهدافها وآراءها، فالأحاديث المصدقة يتم نقلها مع ذكر كل التفاصيل الخاصة بمصادرها؛ أما تلك ذات المصادر المشكوك فيها فيأتي ذكرها بشكل مبهم.

وتؤكد الدراسة أن الأفكار الأيديولوجية السالف ذكرها تظهر في الدعاية مع استخدام منطق داخلي واضح، إلا أن تطبيقها غالبًا ما يكون غير متسق.

 

 

وتشُكِّل هذه الأفكار – سواء ذُكِرت بشكل صريح أو ضمني– نوعًا من التسلسل الهرمي، تمثل القيم الأيديولوجية فيه أساسًا لأهداف هذه الجماعات والشكل الأمثل لأفعالها ومن ثمَّ هويتها الجماعية. وتجتمع هذه الأفكار معًا مُكوِّنة أيديولوجية مترابطة تُمثِّل السلفية الجهادية.

وتقدم الدراسة وفقًا للنتائج عدد من التوصيات؛ منها: استيعاب الإطار الخاص بالأيديولوجية الجهادية، وخلق إطار بديل بسيط لتطبيق المبادئ والقيم الإسلامية، وإصلاح أدوار كل من الأنظمة التعليمية والنماذج القدوة والممولين في الحشد لمكافحة الإرهاب، وتقويض اليقين المتأصل في الأيديولوجية السلفية الجهادية عن طريق تقديم إجابات شاملة ومُفصلة وفي متناول الجميع.

05 Apr, 2018 10:16:55 AM
0

لمشاركة الخبر