Skip to main content
مراهقون عراقيون يرفضون صداقة الوالدين والأقارب على مواقع تواصل

يتجّنب محمد جاسم صقر (20 سنة) إضافة عائلته إلى حسابه «الفايسبوكي» كيلا يخضع لمراقبتها له ولما ينشره من تعليقات. فهو يعتبر وجود أي شخص من العائلة، خصوصاً أبويه، هو بمثابة فتح باب للتجسس على خصوصياته.


يقول محمد: «حاول والدي مرات العثور على حسابي على «فايسبوك»، وأرسل طلبات صداقة عدة إلى أصدقائي الذين يعرفهم أملاً منه بإيجاد حسابي على صفحاتهم، لكنهم لم يوافقوا على طلبات الصداقة بعدما أخبرتهم بنية عائلتي الكشف عن حسابي. فهم لديهم المشكلة ذاتها ولا يقبلون طلبات الصداقة من أي أحد من الأقارب من الدرجة الأولى، إلا في حالات خاصة».

ويزيد محمد: «حين أضاف صديقي عمه إلى حسابه الفايسبوكي نقل العم معلومات الحساب كلها إلى والده. وكان يأخذ «سكرين شوت» لما ينشره صديقي ويعرضها على الأب الذي كلّف العم المهمة. لذا، لن أقع في الفخ الذي وقع فيه صديقي».

ويتفق أصدقاء محمد معه ويساندونه في قراره، بل إنهم لم يضيفوا أحداً من عائلاتهم إلى حساباتهم تلك. ويتعامل بعضهم من خلال حسابين، واحد باسمه والآخر باسم مستعار، يضيف من خلاله من لا يستطيع إضافتهم على حسابه الشخصي، لا سيما الفتيات. كما أن الحساب البديل يوفر له حرية أكبر في نشر تعليقات وصور.

ولا يقتصر أمر رفض إضافة الوالدين أو الأقارب إلى الحسابات الشخصية على الشباب، فالفتيات أيضاً يرفضن إضافة الأب أو الأم إلى حساباتهن الشخصية ويكتفين بإضافة إحدى شقيقاتهن المقرّبات مع باقي الأصدقاء.

تقول زينة جواد محسن، وهي تلميذة في المرحلة الإعدادية وتخفي اسمها على الـ «فايسبوك» باسم مستعار أيضاً، أن لدى صديقاتها في المدرسة حسابات على الـ «فايسبوك» و»إنستغرام» وأن عائلاتهن ترفض أحياناً السماح لهن بفتح حسابات بحجة أنها تلهيهن عن الدراسة، إذ يمضين غالبية الوقت في تصفحها والتعليق عليها. لذا، يقمن بفتح حسابات غير معروفة وتحمل أسماء خاصة وألقاباً مثل «حنين أنثى» و«ملكة المشاعر»، وغيرها من الأسماء الغامضة التي لا يستطيع الأهل كشفها في حال عثروا عليها على المواقع.

وتتابع زينة: «أحياناً، يستعين الأهل بالأقارب للكشف عن حسابات الأبناء مثل الخالة أو العمة أو ابنة العمة وغيرهن. لذلك، لا أضيف أياً من قريباتي إلى لائحة الأصدقاء على الفايسبوك وأحتفظ بصديقاتي فحسب». الاسم الغامض على «فايسبوك» قد لا ينفع للكبار الذين لا يحبذون الأسماء المجهولة، لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة إلى المراهقين خصوصاً. فهم على علم مسبق بأن صاحب الحساب أو صاحبته يتخفّى من عائلته كونه صغير السن ولا يُسمح له بفتح حساب من دون علم عائلته، لذلك غالباً ما تكثر طلبات الصداقة على الأسماء الغامضة من مراهقين أكثر من غيرهم.

سعاد دخيل أم لخمسة أولاد أكبرهم تلميذ في الصف الخامس العلمي. أما شقيقته التي تليه فهي في المرحلة المتوسطة، وهما يملكان حسابات على «فايسبوك» و»إنستغرام».

تقول سعاد: «حاولت مرات أن أدخل على حسابات أولادي على المواقع المذكورة، لكنني لم أتمكن من ذلك. لذا، اتبعت حيلة المراهقين ذاتها وفتحت حساباً باسم مستعار لا أستطيع التصريح به، فأضافني الأولاد إلى لائحة أصدقائهم من دون أن يعلموا أنني والدتهم، ما وفّر لي مرونة في متابعة ما ينشرونه من دون أن يشعروا بذلك. كما وفر لي فرصة لمناقشتهم كصديقة افتراضية لا كأم».

ولا ترى سعاد في هذا التصرّف أي مشكلة طالما أن نيتها حماية أولادها من المتطفلين والاطلاع على ما ينشرونه، للتركيز على تربيتهم في شكل أفضل. وتبرر ما أقدمت عليه بالقول: «هناك أشخاص يستدرجون الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويقيمون علاقات معهن مستثمرين عدم نضوجهن. ولأنني أخشى على ابنتي من مـــثل هــؤلاء تتــوجّب علي مراقبتها، كما أن اطلاعي على ما تنشره وشقيقها يكشف لي جانباً من شخصيتيهما، قد لا أتمكن من إدراكه وجهاً لوجه».

24 May, 2018 11:10:25 AM
0

لمشاركة الخبر