Skip to main content
«سيسكو» تطلق ثورة الشبكات الذكية

قررت شركة «سيسكو» Cisco المتخصصة في تقنيات الشبكات أن الوقت قد حان لتغيير آلية العمل مع الشبكات، وتسهيل بناء وإدارة الشبكات بطرق مبتكرة تسهل على المستخدمين تحديد الهدف المطلوب، لتقوم الشبكة بتحليل تلك المعلومات وتطوير نفسها لتحقيق الهدف المرجو. وكشفت الشركة عن أن النهج الجديد في عالم الشبكات يمثل ثورة رقمية للبنية التحتية، وذلك في مؤتمرها «سيسكو لايف» Cisco Live الذي دارت فعالياته الأسبوع الماضي في مدينة أورلاندو الأميركية بين 12 و14 يونيو (حزيران). وحضرت «الشرق الأوسط» المؤتمر، ونذكر ملخصه.

- شبكات عصرية ذكية

وركزت الشركة في هذا المؤتمر على الشبكات القائمة على المقاصد Intent - based Networking التي تمثل نقلة أساسية هامة في أسلوب بناء وإدارة الشبكات، والتي تبتعد عن الوسائل اليدوية التقليدية التي تستهلك الوقت في إدارة الشبكات، لتتحول شبكات الكومبيوترات إلى شبكات عصرية تترجم مقاصد الأعمال إلى سياسات بكل سهولة ويسر. وتركز هذه المنظومة على تسهيل تفسير متطلبات العمل إلى الشبكة، عوضاً عن العمل على كيفية تنفيذ ذلك من خلال تعريف الهدف المرغوب، ليقوم النظام بترجمة ذلك تقنياً، وبأقل تدخل ممكن من مهندسي الشبكات. ويمكن ربط أي جهاز متصل بالشبكة، سواء كان الاتصال سلكيا أم لاسلكيا أم عبر شبكة أخرى بعيدة، كجزء متكامل من المنظومة بهدف تسهيل وخفض تكاليف إدارة البنية التحتية للشبكات.

ومن شأن هذه التقنية إيجاد برامج وتطبيقات كثيرة تغير من نهج بناء شبكات الشركات والمؤسسات لتتكامل مع الشبكات الأخرى بأداء أفضل وموثوقية أعلى دون التضحية بمستويات الأمان أو السرعة. ويمكن من خلال هذه التقنية ربط شبكات عدة شركات تقدم خدمات متكاملة لحصول المستخدم النهائي على خدمات أفضل لم تكن ممكنة في السابق. كما تستطيع الشبكة الذكية العصرية حماية نفسها آليا لدى تعرضها لأي هجمة إلكترونية، وبأسرع وسيلة ممكنة وبخفض المخاطر الممكنة.

وتبرز أهمية هذا التحول في ظل تنامي انتشار تقنية إنترنت الأشياء Internet of Things IoT وتزايد الاتصال بعالم الحوسبة السحابية لتخزين الملفات واسترجاع البيانات وتحليلها وتبادلها مع الشبكات الأخرى، بالإضافة إلى تزايد أعداد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الشبكات حول العالم، وعدم قبول الخدمات بوجود أوقات تتوقف فيها الخدمات بسبب تحديثات مختلفة للبنية التحتية للشبكات، وتزايد أعداد الشبكات اللاسلكية الداخلية في الشركات، بالإضافة إلى قرب إطلاق شبكات الجيل الخامس للاتصالات حول العالم.

وحسب دراسات الشركة فإنه وبحلول عام 2020، ستصل نسبة الأجهزة التي تعمل بتقنية إنترنت الأشياء المتصلة بالشبكات إلى 46 في المائة من إجمالي عدد الأجهزة. ولذا فإن هذه التقنية ستؤدي إلى رفع مستويات الأداء وخفض تكاليف تشغيل شبكات القطاعات الحكومية والتعليمية والمالية والصحية والصناعية وقطاع التجزئة وشبكات المدن الذكية المقبلة.

- قدرات مبهرة

وكشفت الشركة عن تطوير قدرات جديدة خاصة بالمطورين تحول الشبكات من مجموعة أجهزة معقدة إلى نظام واحد سلس، الأمر الذي سيسمح للمطورين برمجة النظام بسهولة للاستفادة من كافة قدرات التحليل والرؤية التي توفرها الشبكة. وأطلقت الشركة على هذه القدرات اسم «معمارية الشبكة الرقمية» Digital Network Architecture DNA، والتي تعتبر بمثابة مركز للقيادة والتحكم بالشبكات في المباني الرئيسية للشركات والفروع والأجهزة المتصلة. ومن شان هذه القدرات تعزيز الإمكانات الاستقصائية في الشركات لدعم عمليات الأعمال، حيث يسمح مركز DNA للمطورين برمجة الشبكة كنظام منفرد ووحيد عبر واجهات برمجة التطبيقات القائمة على المقاصد.

وأصبح بإمكان المطورين الآن ابتكار جيل جديد من التطبيقات المرتبطة بالشبكات بسهولة، فيما يستطيع الشركاء دمج الشبكة ضمن عمليات الأعمال. كما ويمكن تبسيط إجراءات تقنية المعلومات في جوانب العمل كافة، ذلك أن مركز DNA يسمح لمدراء تقنية المعلومات في الشبكة تبادل المعلومات لأتمتة الإجراءات عبر أنظمة تقنية المعلومات وتعديل البرمجيات، ليصبح بوسع فريق تقنية المعلومات نقل موارده من العمليات إلى الابتكار. ومن المزايا الجديدة الأخرى القدرة على إدارة الشبكات متعددة المزودين، حيث يمنح مركز DNA المطورين والشركاء المرونة اللازمة لدعم الشبكات متعددة المزودين عبر مجموعة مطوري البرمجيات SDK، لتستطيع الشركات تبسيط التعقيد في الشبكات غير المنسجمة وإدارتها بشكل متّسق ومتناغم كنظام واحد.

ويمكن تشبيه أثر هذه النقلة بأثر التطبيقات على الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية، حيث فتحت «غوغل» و«آبل» الباب أمام المطورين لتقديم تطبيقات مبتكرة تطور من وظائف نظام التشغيل، الأمر الذي نجم عنه تنوع كبيرة وفائدة عظيمة للمستخدمين. ولكن الشبكات لم تحظ بهذا التنوع وسهولة التنقل، إلى الآن. ويمكن تحميل تطبيقات شبكية متخصصة بذكاء الشبكات لتحليل البيانات واستنباط وظائف جديدة لتطوير الخدمات، دون أي عناء من الشركة المطورة أو الشركات التي تبني شبكاتها بنفسها. ويمكن تخيل التطبيقات المبتكرة التي سيطلقها 3 ملايين مهندس للشبكات خلال الفترة المقبلة. وكشفت الشركة كذلك عن أكبر مجتمع للمطورين في مجال الشبكات القائمة على المقاصد، حيث تجاوز عدد الأعضاء في مجتمعها للمطورين المسمى DevNet 500 ألف عضو.

كما أعلنت الشركة من المؤتمر عن إطلاق ثلاث مبادرات جديدة للمطورين لدعم منظومتها الخاصة بالابتكار، الأولى هي DevNet Ecosystem Exchange التي تسهل العثور على التطبيق أو الحلول المصممة لمنصات سيسكو ومشاركتها، حيث يمكن لقادة الأعمال والمطورين استخدام هذه البوابة الإلكترونية للتعرف إلى حلول الشركاء التي تغطي منصات ومنتجات سيسكو كافة، إذ تحتوي على أكثر من 1300 حل حاليا.

المبادرة الثانية هي بيئة لتبادل ومشاركة النصوص البرمجية التي يمكن معاودة استخدامها DevNet Code Exchange التي تتيح للمطورين الوصول إلى البرمجيات ومشاركتها بهدف تسريع بناء تطبيقات الجيل القادم وتحقيق التكامل في تدفق العمل. وتتوفر مجموعة محكمة من النصوص البرمجية والأدوات ومجموعات مطوري البرمجيات من موقع GitHub للنصوص البرمجية. وتمتد هذه المبادرة عبر كامل مجموعة منتجات وحلول «سيسكو». أما المبادرة الثالثة فهي إطلاق مركز المطورين DevNet DNA Developer Center الذي يعتبر محطة متكاملة للمطورين لبناء التطبيقات والتكاملات في منصة مركز DNA الذي يقدم كل الموارد والقدرات ونماذج الاستخدام والمواد التعليمية للمطورين. ويقدم مركز DNA أكثر من 100 واجهة برمجية Application Programming Interface API لمعرفة مستويات أداء الأعمال وتوافقها مع احتياجات قطاع الأعمال، مع تقديم مهايئات خاصة للتكامل مع مراكز البيانات وأجهزة الأمن الرقمي والحوسبة السحابية، الأمر الذي من شأنه تسهيل أتمتمة الشبكات المختلفة الضخمة وضمان عملها بأفضل المستويات الممكنة.

وستطلق الشركة إمكانات مركز DNA الجديدة خلال صيف العام الحالي، مع توافر مبادرات Ecosystem Exchange وCode Exchange ومركز مطوري DNA للجميع حاليا. وأكدت الشركة أنها ستقدم مع شركائها دورة متكاملة من الخدمات لمساعدة الشركات على تبسيط الانتقال نحو الشبكات القائمة على المقاصد بكل سهولة.

26 Jun, 2018 12:11:30 PM
0

لمشاركة الخبر