سيرة في «مكان وسط الزحام»
صدر عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة كتاب «مكان وسط الزحام» وهو سيرة ذاتية للكاتب الروائي الباحث في علم الاجتماع عمار علي حسن يحكي فيها بطريقة سردية كيف تغلب على الصعاب الكثيرة التي واجهته في حياته ولا تزال.
وتقول دار النشر على غلاف الكتاب «هذه تجربة في الانتصار على الشدائد، بطلها كاتبها، الذي كان طفلاً شبه متوحد، متعثر دراسياً، ثم لم يلبث أن تفوق ليشق طريقه في التعليم إلى نهايته، ويكون بوسعه أن يحكي لنا الآن كيف واجه الفقر واليأس والغربة والوقوف على مشارف الموت مرات، وكذلك تجاربه في الأدب والفلاحة والصحافة والبحث العلمي والحب والجندية والدراسة والصداقة، والكفاح من أجل الحرية والإبداع، والترقي في العيش».
يقول الكاتب: «يفضل كثيرون كتابة سيرهم الذاتية حين يمتد بهم الأجل طويلاً، لكنّ هناك استثناءات، فطه حسين كتب الأيام وعمره أربعون عاماً، لأن تجربته قد وصلت إلى حد النضج، كما أن الأجل ليس بيد أحد منا حتى يتعامل معه بهذه الأريحية، وما يدرينا أن تكون التجربة الذاتية، حين تصاغ بأمانة وصدق، هي أهم ما يقدمه كاتب للآخرين».
بدأ الكتاب بفقرة تشير إلى هذه الظروف تقول: «أدخلت نفسي المدرسة، ليخرجني أبي منها بعد خمس سنوات، فيعيدني أحد المدرسين إليها، برغبة مني، ولو أن عزيمته تراخت في إرجاعي، أو استسلمت أنا لضغط أبي، وكان ذا جبروت علينا، لتغيَّر مسار حياتي تماماً، فلم أزد عن أن أكون أجيراً ينكسر ظهره في حقول الفلاحين تحت الشمس المستعرة، أو عامل تراحيل يجلس على قارعة الطريق في مدينة متوحشة في انتظار من يشير إليه بطرف إصبعه، فيهبّ مسرعاً إليه، ليجد ما يضعه في قعر جيبه، ويملأ به بطنه، بينما ابتسامة خجلى تجرح شفتيه المقددتين من طول الانتظار والأسى، ولو حسن حالي لصرت تاجر حبوب يجول على الزراعات بحمار يئنّ تحت ثقل المحاصيل التي يجمعها، ويذهب بها إلى السوق، متطلعاً في لهفة ورجاء إلى الداخلين».
وهذا الكتاب هو الرابع والعشرون لعمار علي حسن، إلى جانب 10 روايات، و7 مجموعات قصصية، نال عن بعضها عدة جوائز منها: جائزة الدولة للتفوق، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة اتحاد كتاب مصر في الرواية، وجائزة الطيب صالح في الرواية، وجائزة جامعة القاهرة في القصة القصيرة، وجائزة هزاع بن زايد في أدب الأطفال، وجائزة جريدة «أخبار الأدب» في القصة القصيرة.