Skip to main content
التكنولوجيا الرقمية تنقذ "تايم" من الإفلاس

في مطلع العام الحالي أُزيل اسم مجلة تايم من واجهة مقرها في مانهاتن وبدا ان مآل أشهر مجلة في اميركا هو سلة مهملات التاريخ بعد أن اصبحت طبعتها الورقية ضحية أخرى للحقبة الرقمية.

الآن انبرت التكنولوجيا الرقمية نفسها لانقاذ المجلة حين اشتراها قبل ايام الملياردير مارك بنيوف مؤسس شركة سيلزفورس للخدمات البرمجية وزوجته لين بسعر 190 مليون دولار.

وباستملاك مجلة تايم التي تأسست قبل 95 عاماً ينضم بنيوف الى لفيف من مليارديرات التكنولوجيا الذين راهنوا مؤخراً على جرائد تقليدية.فان جيف بيزوس مؤسس أمزون استملك صحيفة واشنطن بوست، ولورين باول جوبز أرملة ستيف جوبز مؤسس ابل، تملك غالبية الأسهم في مجلة اتلانتيك، وباتريك سون شيونغ، الجراح واحد اقطاب التكنولوجيا، يملك صحيفة لوس انجيليس تايمز، كما لاحظت صحيفة الغارديان متسائلة إن كان تحول مليارديرات التكنولوجيا الى بارونات الصحافة الجدد تطوراً إيجابياً.
 
ونقلت الصحيفة عن سمير حسني مدير مركز تجديد المجلات في جامعة ميسيسبي قوله "إن هؤلاء الأشخاص يقدرون الاعلام التقليدي أكثر من العاملين في الاعلام التقليدي".
 
ما زالت مجلة تايم تبيع مليوني نسخة وتعمل بربح. وقال حسني إن تايم يمكن ان تزدهر لأسباب ليس أقلها "انها اسم له هيبة في حقبة بلا هيبة".

واضاف حسني "ان أُرث تايم يساعد في التصدي لفكرة الأخبار الكاذبة" مشيراً الى ان لها "مكانة خاصة في تاريخ الصحافة".

وأوضح حسني ان على تايم ان تقدم عمقاً ونوعية وان تكون ذكية رقمياً، واعرب عن اعتقاده بأن تايم قادرة على البقاء في البحار الهائجة التي تغرق مطبوعات كثيرة في الاعلام الاخباري.

واعتبر حسني ان توزيع الطبعة الورقية من المجلة الذي ما زال واسعاً، رصيد لها وليس عبئاً عليها.

وقال "لا أحد يستطيع أن يريني ناشراً استمر في البقاء بعد التخلي عن الطبعة الورقية".

واكد جيف جارفيس الذي عمل 10 سنوات في شركة تايم وهو الآن مدير مركز تاو نايت للريادة الصحافية ان اقطاب التكنولوجيا يمكن أن يضيفوا شيئاً في صناعة الأخبار بإسم الحاجة اليه، هو افكار جديدة.

ونوه جارفيس بأن شركة سيلزفورس التي يملكها المياردير بنيوف ذات خبرة في برمجيات ادارة العلاقة مع الزبون، وذلك امر تحتاجه كل مؤسسة اعلامية، وان أمازون التي يملكها بيزوس تعرف زبائنها بطرق لا تستطيع غالبية المؤسسات الاعلامية سوى ان تحلم بها.

ونقلت صحيفة الغارديان عن جارفيس قوله "ان المسألة لا تتعلق بالمال وحده بل بإيجاد منظورات جديدة وإدخال مهارات جديدة".

ولكن جارفيس ليس مقتنعاً بآفاق تايم على المدى البعيد في عالم يمكن متابعة كل اخباره على الهاتف وقال "في عالم حيث القارئ في نيويورك يستطيع ان يحصل على الاخبار من صحيفة الغارديان، والبرليني يستطيع ان يقرأ صحيفة نيويورك تايمز فإن مجلة اخبارية اميركية اسبوعية متجانسة ستواجه مصاعب بصرف النظر عمن يسندها".

وأيده كايل بوب رئيس تحرير مجلة كولومبيا جورناليزيم ريفيو قائلا ان هناك اثرياء يرون قيمة في إلصاق اسمائهم بمجلات ايقونية مثل تايم ولهذا السبب ستبقى هذه المجلات، ولكن "هل هناك سبب للنظر الى هذا والتفاؤل بالنموذج التجاري للصحافة؟ الجواب باختصار هو كلا".

ويأتي الاتجاه الجديد في الاعلام مخلفاً وراءه ايام بارونات الصحافة مثل وليام راندولف هيرست الذي انشأ أكبر سلسلة من الجرائد في الولايات المتحدة أو قطب الاعلام روبرت مردوخ، والاثنان استخدما مطبوعاتهما لتمرير أجنداتهما الخاصة.

هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان".

25 Sep, 2018 09:27:50 AM
0

لمشاركة الخبر