Skip to main content
انتشار مقلق لمرض السكري في المنطقة العربية

يُعتبر مرض السُكّري [«ديابيتس ميلليتس» Diabetes Mellitus] من بين أكثر الأمراض شيوعاً في المنطقة العربيّة، بل تتزايد أعداد مرضاه فيها باستمرار، إذ أدّى التطوّر الاقتصادي والعصرنة إلى تغيير دراماتيكي في أنماط التغذية والرفاهية في العقود الأخيرة، والانتقال من نمط غذاء طبيعي يعتمد على الخضر والفواكة والحليب والأسماك وخبز القمح الكامل، إلى نظام غذائي يستند إلى دهون مشبعة ونشويّات مكرّرة والقليل من الألياف الغذائيّة.


وفي مؤتمر صحافي عقدته في برلين أخيراً، كشفت شركة «روش» السويسريّة أن عدد مرضى السُكّري في المنطقة العربيّة، ارتفع إلى 39 مليون شخص في العام 2017، وكان في العام 2016 قرابة 35 مليون شخص، وفي 2011 قرابة 32 مليون شخص، وفي 2010 قرابة 27 مليون شخص.

وتوقّعت أيضاً أن يصل ذلك العدد إلى 82 مليوناً بحلول العام 2045، وهو أكبر معدل زيادة عالميّاً، مشيرة إلى ارتفاع ملحوظ في كميّة السُعرات الحراريّة اليوميّة للفرد في معظم البلدان العربيّة منذ العام 1990، خصوصاً في بلدان الخليج العربي.

وأكدت إحصاءات شركة «روش» أن أعداد السُكّري في مصر ارتفعت إلى 8.2 مليون في مصر، والسعودية إلى 3.8 مليون شخص، والكويت إلى 441 ألفاً، ولبنان إلى 585 ألفاً، والأردن إلى 408 آلاف، وسورية إلى 0.25 مليون، والإمارات إلى قرابة المليون.

واعتبر «الاتّحاد الدولي لمرض السُكّري»، أن ذلك المرض يعتبر سابع الأمراض المميتة عالمياً، مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط تشهد أعلى نسبة انتشار (قرابة 13 في المئة)، مع حدوث قرابة 320 ألف وفاة فيها بسبب مرض السُكّري.

وكشفت إحصاءات «روش» أن مرضى السُكّري عالميّاً تجاوزوا الـ 629 مليوناً، من بينهم 58 مليوناً في أوروبا، و46 مليوناً في أميركا الشماليّة، و82 مليوناً في جنوب شرقي آسيا، و16 مليوناً في أفريقيا.

ودعت «روش» أيضاً الحكومات وشركات التأمين إلى اعتبار مرض السُكّري من الأمراض الخطيرة كمرض السرطان، ما يوجب تقديم أشكال متنوّعة من الدعم لمرضاه.

وحذرت من التقصير في التدابير الوقائيّة اللازمة للحد من انتشار السُكرّي، مشيرة إلى أنه يفاقم أعباء علاج المرضى، ويزيد الوفيات، ويضخم الآثار السلبيّة لذلك المرض.

القلب يتعب أولاً

وفقاً لدراسات متعددة الجنسيات أجرتها «منظمة الصحّة العالميّة» عن أمراض الأوعية الدمويّة المُصاحبة للسُكّري، تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي أكثر أسباب الوفاة شيوعاً، مع تسببها بقرابة 52 في المئة من الوفيات لدى مرضى السُكّري عند البالغين.

وحذر خبراء «روش» من نمط الحياة الخامل بوصفه عنصر خطورة في الإصابة بالسُكّري عند البالغين، مشيرين إلى أن ساعات الجلوس الطويلة أمام التلفزيون والكومبيوتر تزيد من إمكان الإصابة به، فيما تؤدي 40 دقيقة يوميّاً من النشاط البدني، إلى خفض احتمال حدوثه.

وأكّدوا أيضاً أن جهود الدول والجهات الصحيّة للحد من انتشار ذلك المرض، عبر برامج الفحص المبكّر وتنفيذ الاستراتيجيّات، متنوّعة في مواجهته.

ولطالما شكّلت الحاجة إلى تطوير حلول مبتكرة مدعومة من رؤى بحثية، هدفاً مستمراً لشركات الأدوية العالميّة في دول المنطقة كلها. ويشمل ذلك أدوية خفض مستويات السُكّر في الدم في شكل فعّال، وتقليل فرص الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل، وتطوير أجهزة لقياس نسبة السُكّر في الدم وغيرها. وفي ذلك الإطار، أكّدت «روش» أن التعاون بين المريض والطبيب وشركات التأمين، من شأنه السيطرة على المرض، وتخفيف العبء المادي على المريض، لا سيما في الدول الفقيرة، ما يساعد على زيادة معدل زيارات المرضى للأطباء للحصول على العلاج اللازم.

وأحدثت شركة «روش ديابيتيس كير» Roche Diabetes Care، قفزة نوعيّة مشهودة في المقاربة العلاجية للسُكّري، عبر إطلاقها أجهزة رقميّة متطوّرة لقياس نسبة السُكّر في الدم. وشمل ذلك صنع شريحة إلكترونيّة تزرع تحت الجلد لمدة ستة شهور، وترتبط مع الهاتف الذكي للمريض وجهاز الكومبيوتر للطبيب المعالج، ما يضمن قياساً مستمراً على مدار الساعة لنسبة السكر في دم المريض.

دور الإلكترونيّات المتطوّرة

في نفسٍ مُشابِه، أطلقت «روش ديابيتيس كير» جهازاً لقياس السُكّر في الدم سمّته «آكيوتشيك»، وهو يعمل من طريق تطبيق إلكتروني يثبّت على الهاتف الذكي. وكذلك، عمدت إلى تقديم تلك الأجهزة بأسعار معقولة في الأسواق. وعملت على دعم التغييرات السلوكية لدى الأفراد من طريق فريق الدعم والتوجيه والإرشاد للمريض الذي يتعايش مع مرضى السُكّري على مدار السنة.

وفي وقت سابق، حصلت «روش» على موافقة «مكتب الغذاء والدواء» الأميركي لاستخدام جهاز «آبفرسنس» الذي يحتوي على جهاز استشعار يزرع تحت الجلد ويراقب مستوى السُكّر في الدم. ويعمل الجهاز على إرسال النتائج إلى الهاتف الذكي، خصوصاً في حالي الصعود والهبوط الحادين لمستوى السُكّر في الدم.

وفي منتصف العام الحالي، افتتحت «روش» مركزاً في مصر للعناية بمرض السُكّري في الشرق الأوسط، بهدف صنع حال من التواصل المباشر والدائم مع المرضى بطرق ووسائل متنوّعة. ويتوافق ذلك مع سعي الشركة إلى دعم عملية التحول الرقمي والمعلوماتي التي بدأتها عبر حملات توعية على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشاطات التوعية الصحيّة على الإنترنت لخدمة مرضى السُكّري في مصر والمنطقة العربيّة. وتتواصل تلك الشركة السويسرية مع شريحة كبيرة من مرضى السُكّري. إذ عملت على توفير قنوات تواصل متعدّدة ابتداء من الرقم المجاني لمركز رعاية عملاء جهاز «أكيوتشيك»، ومروراً بالبريد الإلكتروني، وصولاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي. وتسعى تلك الجهود إلى تيسير الوصول إلى المركز وتقديم الدعم للمرضى.

وفي ذلك السياق، أكّد مسؤولون في «روش» أنّ الدول المستهدفة في المرحلة الأولى للحملة في العام 2018 هي مصر والإمارات والسعودية والكويت ولبنان والأردن، على أن تشمل المرحلة الثانية بقية الدول العربيّة.

وتخطّط الشركة أيضاً للتوسّع في شكل أكبر في المستقبل كي تغطي خدماتها الناطقين باللغة العربيّة المقيمين في دول أوروبا.

22 Oct, 2018 06:29:25 AM
0

لمشاركة الخبر