Skip to main content
كرة القدم الإنكليزية لعبة فاحشة الثراء للعالم كله

كان دافيد دين، نائب الرئيس السابق لنادي أرسنال لكرة القدم، مهووسًا بالمراحيض. في الثمانينيات، كانت مراحيض ملاعب كرة القدم الإنكليزية قذرة وعددها قليل، لذلك لجأ الجمهور إلى استخدام مغاسل اليدين أو الجدران. جسّدت هذه القذارة كل مشكلات هذه اللعبة. في الأحداث الرياضية الأميركية، رأى دين المشجعين يُعامَلون كزبائن يدفعون المال بدلًا من معاملتهم كمواشي. كان الجو مناسبًا للعائلات، والمراحيض ممتازة.

تغييرات جذرية

ما حفّز خطط دين في إجراء تغيير جذري هو الاعتقاد السائد أنّ كرة القدم الإنكليزية يمكن أن تصبح منتجًا أكثر جاذبية ونظافة - ومنتجًا أكثر ربحًا. وكما قال جوشوا روبنسون وجوناثان كليغ في كتابهما "النادي" The Club (368 صفحة، منشورات هيوتون ميفلين، 28 دولارًا؛ منشورات جون موراي، 20 جنيهًا استرلينيًا)، اعتقد دين وشركاؤه أنّهم بحاجة إلى محاكاة ترويج الرياضة الأميركية. قام نادي آرسنال وغيره من الأندية الرائدة، وفقّا للأصول، بإطلاق الدوري الإنكليزي الممتاز الذي انفصل عن المسابقات القائمة في عام 1992. درسوا الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية بشكل مستفيض ونهبوا أفضل أفكاره. سُرقت "كرة القدم لليلة الاثنين" بكلّ تفاصيلها. حتى لو كان بعض الابتكارات فاشلًا - تمّ إقصاء المشجعين رويدًا رويدًا - فالدوري الجديد بشّر بعصر من التحول في كرة القدم الإنكليزية.

تميّزت أواخر الثمانينيات بالفظاعة والإهمال. بشكل مأساوي نشب حريق في برادفورد في عام 1985، كما مات بعض المشجّعين مسحوقين في استاد هيلزبره في شيفيلد في عام 1989. أصبحت اللعبة إحراجًا وطنيًا، لكنّها تحولت إلى واحدة من أكثر الصادرات نجاحًا في بريطانيا. تبلغ قيمة حقوق البث الخاصة بها الآن 2.8 مليار جنيه استرليني (3.5 مليار دولار) في السنة، ما يجعلها أكثر اتحادات كرة القدم ثراءً في العالم. زادت الإيرادات المجتمعة لنواديها بنسبة تزيد عن 2500 في المئة. 

عملاق الترفيه

من خلال المقابلات والتحليل الذكي، يوضح المؤلّفان أن الدوري الممتاز محظوظ. فقد تزامن وصوله مع 15 عامًا من النمو الاقتصادي القوي، إضافة إلى ازدهار التلفزيون المدفوع. جعلته اللغة الإنكليزية أسهل وصولًا للجمهور العالمي مقارنة بالدرجة الأولى في الدوري الإيطالي الذي كان يعتبر المسابقة الأهم. لكنّه استفاد أيضًا من الإدارة الذكية.

كان ريتشارد سكودامور، رئيس الدوري فترة طويلة، يبعث رسائل شكر شخصية عبر البريد الإلكتروني إلى جميع مذيعي البث الثمانين بعد كل موسم. وفي مثال كلاسيكي عن العواقب غير المقصودة، وُجدت في الوثيقة التأسيسية فقرة مفيدة أيضًا. تمّ تقسيم أموال البث في الخارج (مبالغ متواضعة في السنوات الأولى) بالتساوي بين الفرق. وهذا ضَمَن درجة من المنافسة أكبر من أي مكان آخر، ما مكّن ليستر سيتي من الفوز بلقب خيالي في عام 2016. 

ابتعد المؤلفان عن الأعمال الدرامية اليومية لعمليات الطرد الإدارية ونقل اللاعبين، وكشفا عن كيفية تحوّل الدوري إلى "أعمال رياضية عالمية، وعملاقًا في الترفيه". هناك بعض الشذرات المثيرة للاهتمام في هذا الكتاب ذي المصادر الدقيقة. كان رومان أبراموفيتش يفضّل شراء آرسنال على شراء تشيلسي، لكن تمّ إخباره خطأ بأن النادي لم يكن للبيع. على الرغم من كلّ هذا العرض المبهرج، ما زال لدى الدوري الممتاز عِشر عدد موظفي الـ NBA أو NFL، وهو إحصاء يعكس القوة الدائمة للأندية. 

لعبة للعالم

اليوم، يعتبر الدوري الإنكليزي الممتاز لعبة للعالم بأسره أكثر ممّا هو لإنكلترا: أصبحت حقوق بثّه الإذاعي الأجنبي تضاهي الآن حقوق البث المحلية تقريبًا. إن شعبية مماثلة تفوق أي شيء كان يمكن لدين أن يحلم به. 

يحذّر المؤلفان من أن الخطر الوحيد، هو أن الفِرق الأكثر ثراءً تسعى بلا نهاية إلى الحصول على مزيد من الأموال والنفوذ؛ في عام 2018، أنهت هذه الفرق بنجاح التوزيع المتساوي من الحقوق في الخارج. والخلافات الأخيرة بين النخبة وبين من هم أقل أهمية تشبه إلى حد كبير المناورة التي استبقت تشكيل الدوري الممتاز.


هذا التقرير عن "إكونوميست". 

13 Jan, 2019 10:16:40 AM
0

لمشاركة الخبر