Skip to main content
كامي برادون.. ملامح أولى من "الأزرق الذي ننتمي إليه"

في العقود الأخيرة، حدث انفصال واضح بين الفنّانين والتصنيفات المكرّسة في الفن، مثل اللوحة والنحت والفوتوغرافيا، وحتى الأنماط الفنية الحداثية مثل الكولاج والتنصيبات. بات الفنان يفضّل صفة عامة شاملة تمكّنه - في كل مشروع - من أن يتحرّك بحرية، ومن التسميات الرائجة اليوم "فنان بصري"، وهي الصفة التي تتخذها التشكيلية الفرنسية كامي برادون (1993).

منذ 2016، تقيم برادون - بشكل غير منتظم - في تونس العاصمة، في ضاحية قرطاج-صلامبو تحديداً، وقد جعلت من إقامتها إطاراً لمشروع بعنوان "ميتافور.. الأزرق الذي ننتمي إليه" سوف تقدّم ملامح منه في أمسية نقاشية تديرها المصوّرة الفوتوغرافية ماريان كتزاراس، تقام عند السادسة من مساء غد الإثنين في "المعهد الثقافي الفرنسي" في تونس العاصمة.

تتضمّن الأمسية أيضاً عرضاً لفيديو بعنوان "Eye Contact" أنجزته برادون بمعيّة الكاتبة والفنانة المسرحية التونسية أميرة حمدي. يشير هذا اللقاء بين الفنانتين إلى رغبة في تداخل فنونٍ كثيراً ما تفصلها جدران وهمية. يَذكر تقديم "المعهد الثقافي الفرنسي" للعمل أن فكرته نابعة من محاولة برادون توظيف الحركة الجسدية أيضاً في أعمالها ببناء سرد قائم على الحركة والصوت يلتقي مع مشروع فنّي قوامه الصورة.

يبدو أن اختيار هذا العمل ليس مقدّمة اعتباطية قبل الحديث عن المشروع الجديد؛ "ميتافور.. الأزرق الذي ننتمي إليه"، حيث أن "Eye Contact" مثّل نقلة من الأعمال البصرية البحتة إلى استدعاء منظومة فنية أخرى، غالباً ما تكون هامشية في عالم الفن التشكيلي.

تعتبر أن عملها تخييلٌ تجريبيّ يحاول أن يربط بين ضفّتي المتوسط

في موقعها الإلكتروني، تضع برادون تقديماً لمشروع "ميتافور.. الأزرق الذي ننتمي إليه" تحت إشارة "بصدد الإنجاز - 2020". وفيه نتعرّف على المغامرة التي تقود الفنانة الفرنسية - هذه المرة - إلى منطقة جديدة كلياً، إلى مجال التخييل تحديداً؛ حيث تسمّي عملها "تخييلاً تجريبياً يحاول أن يربط ضفّتي المتوسط". قد يكون استعمال مصطلحات مثل ضفّتي المتوسّط من الكليشيهات التي كثيراً ما تتردّد لدى الفنانين الفرنسيين حين يتجّهون جنوباً، غير أن مشروع برادون يبدو على مسافة كافية من هكذا كليشيهات.

الصورة

كامي برادون

تشير الفنانة إلى أن فكرة العمل بدأت من زيارة سابقة إلى تونس سمعت فيها عن غرق سفينة إغريقية قديمة على شواطئ مدينة المهدية التونسية، وقد كانت هذه السفينة تحمل مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، لعلّها إلى اليوم تقبع في أعماق البحر. 

من هذه الحكاية بدأت فكرة "ميتافور"، وتعني الكلمة في الإغريقية القديمة "النقل" فيما تذهب اليوم إلى معان أخرى كثيرة أبرزها معنى الاستعارة اللغوية. هكذا تتخيّل برادون أن عملية نقل للفن قد توقّفت ويمكن إحياؤها، ومن هنا روح التجريب والتخييل اللذين تتحدّث عنهما. فالفن المعاصر يمكنه أن يفعل ما لا يفكّر في فعله الأركيولوجيون وإيصال القطع الفنية التي كان من المفترض أن تصل منذ قرون.

 

 

المصدر:العربي الجديد

13 Sep, 2020 10:58:59 AM
0

لمشاركة الخبر