في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والمذكرات.

■ ■ ■

الصورة

صدر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "نقد الذات"، تأليف سعيد منتظري وترجمة فاطمة الصمادي. العمل شهادة مهمة من شخصية كانت في مركز صنع القرار في مرحلة حرجة من تاريخ إيران الحديث، بشأن كثير من القضايا الإشكالية التي لا يزال الجدل قائماً بشأنها إلى اليوم؛ حيث يقدّم فيه رواية ناقدة لمنعطفات تاريخية بارزة في عمر الجمهورية الإسلامية، منها ما يرتبط بأحداث داخلية وأخرى تتعلق بالسياسة الخارجية. يتضمّن الكتاب رواية آية الله منتظري حول زيارة المبعوث الأميركي ماكفارلين وقضية الرهائن.

الصورة

صدر حديثاً عن دار "نينوى" كتاب "المكتبة الجهنمية في أدبيات الديكتاتورية" من تأليف دانيال كالدر، وترجمة مأمون الزائدي. يتناول العمل سيَر الكتب التي ألّفها رؤساء وملوك في أنظمة شمولية مثل هتلر وموسوليني وماو وغيرهم، وتضم الشعر والنثر والمذكرات وبعض الروايات الرومانسية أيضاً. يطرح الكتاب سؤال: لماذا يكتب الطغاة؟ وماذا تكشف هذه الكتب عن الروح الديكتاتورية؟ وكيف يمكن أن تسبب الكتب ضرراً هائلاً ودائماً؟ يجيب الكاتب عن هذه التساؤلات من خلال تأمُّل الكتب التي أصدرها رؤساء وحكام في القرن العشرين.

الصورة

صدر حديثاً عن منشورات "ماكميلان" كتاب "سجل دائم" لإدوارد سنودن. العمل هو مذكرات الرجل الذي فضح نظام المراقبة الجماعية للحكومة الأميركية، وفيه يكشف لأول مرة قصة حياته، بما في ذلك كيف ساعد في بناء هذا النظام وما الذي دفعه لمحاولة إسقاطه عام 2013، حين صدم سنودن العالم عندما انفصل عن "المخابرات الأميركية". المذكرات تبدأ من ضواحي بيلتواي الريفية في طفولته إلى أن عمل مع "وكالة الأمن القومي" ثم كيف انشق عنها، ثم الوقائع التي مرّ بها بعد ذلك. العمل سرد لحياة سنودن على الإنترنت وهو مذكرات مهمة لعصرنا الرقمي.

الصورة

عن دار "دَرَج" صدر كتاب "بغداد.. قصة هوية" لبلال سمير. يعكس الكتاب انشغالات معمار بمدينته بغداد وأبنيتها، وراهنها من خلال قصص مستمدة من تاريخ المدينة وسير بنّائيها، مصائبها ومتاعبها وتفاصيل الحياة اليومية فيها، لـ "تصبح القراءة مشابهة لطقس استكشاف الذات، لربط صفاتنا الشخصية بمسبباتها، أي من تلك المباني يجعلنا حالمين؟ أي منها يجعلنا شجعاناً؟ وأي منها يجعلنا متفائلين؟" بحسب كلمة الناشر. يذكر أن بلال سمير معمار وأكاديمي عراقي من مواليد 1983، حاصل على شهادة الدكتوراه في العمارة عام 2017 من الجامعة التكنولوجية في بغداد.

الصورة

ضمن إصدارات تظاهرة "تونس عاصمة الثقافة الإسلامية" التي أقيمت السنة الماضية، صدر مؤخراً كتاب جماعي بعنوان "شهيرات التونسيات.. تراجم وآثار". يستعيد العمل عنوان كتاب للمؤرّخ التونسي حسن حسني عبد الوهاب (1884 - 1964) حاول فيه التعريف بنساء لهن أثر في تاريخ تونس، ومن هنا يبدو الكتاب الجديد محاولة لتحيين هذا المشروع حيث نصل إلى تاريخ تونس الحديث والمعاصر. شارك في العمل كل من: الصحبي بن منصور، ومنجية السوايحي، وأحمد الطويلي، وآمال بوغانمي، وعادل بن يوسف، وجميلة الماجري، وابتهال عبد اللطيف.

الصورة

بترجمة عادل أسعد الميري، صدرت مؤخراً عن "آفاق" النسخة العربية من رواية "البازار الأسود" للكاتب الكونغولي-الفرنسي آلان مابانكو (1966). صدر العمل لأول مرة في 2009 عن منشورات "سوي"، وقد تناول فيه المؤلف أحوال ذوي الأصول الأفريقية والعربية في باريس في قراءة لتفاعل الجذور التي تحكم هؤلاء والإكراهات الاجتماعية والاقتصادية التي يفرضها البحث عن النجاح في فرنسا. من أعمال مابانكو الأخرى: "أزرق، أبيض، أحمر" (1998)، و"أفريكان بسيكو" (2003)، و"أضواء من باونت ناور" (2013)، و"اللقالق لا تموت" (2018).

الصورة

عن "بيران"، صدر مؤخراً كتاب "نابوليون.. المعجم التاريخي"، وقد أعدّه الباحث تيري لانتز. يقترح العمل مجموعة من المداخل التي تتيح النظر في الحياة المثيرة لمؤسس الإمبراطورية الفرنسية خلال القرن التاسع عشر من زوايا متنوّعة، بعضها معروف مثل المعارك التي خاضها، أو المناصب التي شغلها، وبعضها الآخر يمثّل إضافة يقدّمها الكتاب مثل الكُتّاب الذين كان نابليون يحبّهم، أو الروايات التي حضر فيها كشخصية فاعلة. يذكر أن لانتز سبق وقدّم أعمالاً حول نابليون مثل: "انتهى بونابرت"، و"شاتوبريان ونابليون"، و"أفكار مكرّسة حول نابليون".

الصورة

صدرت حديثاً طبعة جديدة من كتاب "رباعيات عمر الخيام المنظومة والمترجمة" لأحمد زكي أبو شادي عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" بتحرير ودراسة الأكاديمي والباحث الأردني يوسف بكار. قدّم الشاعر المصري (1892 - 1955) في كتابه هذا الرباعيات للقارئ العربي في طبعة أولى عام 1931، نقلاً عن الشاعر فرنسيس سكوت فيتزجيرالد التي ترجمها من الفارسية إلى الإنكليزية، بينما يذهب بكار في تقديمه إلى إثبات أن معظم ما تمّ نسبته إلى الخيام من رباعيات لا تثبته الروايات التاريخية التي تشير إلى نظمه عدداً محدوداً منها في حياته.

الصورة

"إنانّا ودُموزي.. دراما الحب والموت" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للباحث ماجد الأميري عن "دار الرافدين". يحلّل المؤلّف الأسطورة بأبعادها التراجيدية، وعناصر المكان، والزمان، والشخصيات الإلهيّة والبشريّة المتقدّسة، بالفعل وبالتجسيد، للكشف كيف توضع المأساة الإنسانيّة كلّها تحت علامة إنسان مثالي، يمثل رمزيّاً العالم المجسّد للتجربة الإنسانيّة، وتعطي لهذا التاريخ توجّهاً فتجعله يسير بين بداية ونهاية، كما تُدخل في هذه التجربة توتراً تاريخيّاً لشكّل القواعد والمعتقدات والأشكال الدينيّة والأضاحي القربانية البديلة.

الصورة

عن "منشورات جامعة كاليفورنيا"، صدر كتاب "العرق وحرب أميركا الطويلة" لأستاذ التاريخ والتحليل الثقافي نيخيل بال سينغ. يوضّح الكتاب بأن سعي الولايات المتحدة لخوض الحرب منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول ضد "الإرهاب" قد أعاد إحياء تاريخ طويل من الحكم الإمبراطوري الذي صنّف الأعداء داخل وخارج البلاد، بدءاً من عمليات إبادة الهنود وإقصائهم، واسترقاق الأفارقة الذين ساهموا في إعمار البلاد لتصعد كقوة عالمية رأسمالية قبل فترة طويلة من ظهور العولمة، لتبدو عودة العنصرية من السمات الدائمة للحياة العامة الأميركية.

 

المصدر:ثقافة