Skip to main content
"كوميديا العمل الإنسانية" من التايلورية إلى الإنسانية المفرطة

"كوميديا العمل الإنسانية" من التايلورية إلى الإنسانية المفرطة

 

يمكن تتبّع أفكار الإدارة حتى القرن الثامن عشر، لكن أهمّ التطوّرات في نظرية الإدارة ظهرت في القرن العشرين، ويعد المهندس الأميركي فريدريك وينسلو تايلور من أوائل المنظّرين في هذا المجال وأصبحت مبادئه تعرف بالتايلورية، فقد بدأ في دراسة سير العمل علميًا، وبحثوا كيف أثر ذلك على إنتاجية العامل. ركزت فلسفة تايلور على الاعتقاد بأن جعل الناس يعملون بأقصى طاقتهم لم يكن بنفس كفاءة تحسين الطريقة التي تمّ بها العمل.

في عام 1909 نشر تايلور "مبادئ الإدارة العلمية"، ويمكننا أن نجد نقداً كبيراً لهذه النظرية في كتابات الماركسيين. أقدمها نقد أنطونيو غرامشي الذي رفض فكرة إخضاع العمال للإدارة. كما كتب هاري برافرمان عام 1974، ينتقد الإدارة العلمية والهوس بالكفاءة والتشويه التدريجي للعمال في مكان العمل والتدهور اللاحق للعمل كإدارة، بدعم من رأس المال. وجادل بأن نقل السيطرة على الإنتاج من العمال إلى الإدارة كثّفت من عزلة العمال.

 

الصورة

غلاف الكتاب

 

مع التنظيم العلمي للعمل على طريقة تايلور، أصبح العامل ملزمًا بالامتثال الصارم للتعليمات والإجراءات بغض النظر عن حالتهم الذهنية ومعرفتهم. وحول تطوّر نظريات الإدارة وعلاقتها بالعمال والعمل، وضعت عالمة الاجتماع الفرنسية دانييل لينهارت كتابها "كوميديا العمل الإنسانية.. من نزع الصفة الإنسانية لدى التايلورية إلى إدارة مفرطة في النزعة الإنسانية"، الذي صدرت ترجمته حديثاً عن "منظمة الترجمة العربية"، أنجزتها المترجمة المصرية هالة صلاح الدين. 

وترى فيه أن في كلتا الحالتين؛ التايلورية والإدارة المفرطة في النزعة الإنسانية والتي ظهرت لاحقاً وبدأت تهتم بالعامل وحياته الشخصية، فإن ما يحدث هو البحث عن وسيلة لتعزيز الهيمنة والسيطرة التي يمارسها القادة. والنتيجة واحدة: وظيفة تفقد معناها، وهذا مرهق. 

والأسوأ من ذلك، بحسب لينهارت أن العمل الحديث يجعل الموظفين يخضعون للاختبار باستمرار، وهناك شك دائماً في قيمتهم وشرعيتهم، ومن خلال تقريب تايلور من المديرين المعاصرين، تتساءل المؤلفة عن هذه الأيديولوجية التي تترسّخ بشكل متزايد في واقع العمل. 

.

 

المصدر:العربي الجديد

01 Oct, 2020 12:36:20 PM
0

لمشاركة الخبر