Skip to main content
بسمة أحمد أبحرت في وجعي

بسمة أحمد أبـحــرت فـي وجـعـــي

 

أبحرت في وجعي

وأطلقت العنان لقلع روحي،

كي يسافر في المدى

لكن صارية الفؤاد تحطمت،

فتناثرت أحلام بوحي

كلها ضاعت سدى

وإلَىَّ يرجع دمعها متأوها،

من حرة الجرح الممزق

عازفا لحن الردى

هذي الحياة منغصات العيش تكسوها،

فتصبغنا بلون الحزن،

تلبسنا رداء الشؤم،

تبني في مرافئنا جسورا للنوى

كم مرة حاولت تحرير الرؤى

من كهف عمر مظلم نثر المُدى

وبنى من التذكار حصنا شامخا،

لا ينحني، فيه الحنين توردا

لكنني يا قلب لا أقوى أمام سياط شوق

تضرب القلب المعنى إن رأته مغردا

لا أستطيع لقوة الموج المقيد في المآقي

حين يدهمني البكاء

فأنا المعذب في الدنا،

أجتث أحلامي بمعول حرقتي

وأرى نهاية أمنياتي تنزف الوجع المعتق،

في شعاب العمر

تقتلني لتغزل من دمي قيثارة،

تشدو بألحان تحاكي صبوتي وتشتتي

وأرى بقاياي الجريحة،

تستظل بما تبقى من طيوف الراحلين على ضفاف أجدبت وسكنت في رحم الشقاء

أنا لست يا قدري ويا قدر الحكايات الثكالى، في أنيني، غير دمعة خافق،

ما عادت النبضات تسعف بوحه

وأراه يزحف باكيا مستسلما،

ليعانق الألم الذي ساق الردى

مخنوقة كل الحروف على شفاهي الراجفات.

موؤدة كل الليالي والسنين الخائفات.

ما عدت يا وجعي أدندن لحن

حب كاد ينبت في دمي

فعواصف القدر المعربد،

تقطف الأزهار عن أغصانها،

وتلوكها بشراهة،

لتذيقنى موتا تكرر طعمه ومراره،

في ركوة العمر الكئيب الواجفة

الموج أعظم من رؤاي

يثور في ليلي السقيم،

يبيد سكنه هذه الروح، التي تحتاج عزلة عابد،

وجد الخلاص ببعض أصوات ترتل حاله ترنيمة تعلو وتعلو ثم تهمد كاسفة

يقتات بقيا من جراح أرهقت أيامه

ويهيم في كل الدروب، لعله بعد الضياع، يعود للعمر الذي خان الأماني ، والهوى،

ويعلق الفرح المعذب مرة

تعويذة مكتوبة بحروف سحر جارفة

تعبت خطاي وأرهقت روحي الليالي القاحلة

وأرى نهاياتي المريرة تعزف اللحن الأخير

أترى نهاية رحلتي حانت وأنزلت القلوع؟

أترى ستوقف رحلتي مرساة أيامي الثكالى

حين تغرقني الدموع؟

يكفي من الحزن الذي يقتات روحي، يرتوي من أدمعي

يكفي من التذكار يحرق أضلعي

هل لي بتغيير المسار، وقد تناءت خطوتي

وتناثرت على طرق الضياع مواجعي

والآن آن الوقت أن أنساب من جرح السنين،

ومن رياح أرهقت روحي،

ومن فزع الليالي الباردة

وأعود في شوق إلى دفء يعانق وحدتي،

ويمزق اليأس الذي غمر الفؤاد

وأشعل الوجع اللعين بصبوتي

الآن يا ماض تكدس في عروقي وانتشر

سأعود أبني قصر أحلامي وإن رفض القدر

وأميط عن عيني لثاما من شجون رافقتني،

واستباحت كل أيامي ، وقد غشي البصر

الآن أعلنها على كل المآقي والخوافق والمآسي والضجر

حربي التي ثارت هنا بين الضلوع وأشعلت في كل جارحة شرر

ستكون يوما جذوة للعشق والفرح المحلق في رؤاي

وتكون لي غيم المطر

يروي رياض الروح ينبت على ساق الحياة قصائدا

في جوفها أحلى الدرر

ويفور من أكنافها فوح الزهر

يطفو يغطي كل ما امتهن الشعاب الموحشات بخافقي

وأرى حروفي تنتصر.

 

 

المصدر:الدستور

18 Oct, 2020 11:28:02 AM
0

لمشاركة الخبر