Skip to main content
معرض حرفي وعرض مسرحي في البيت الأدبي للثقافة والفنون

معرض حرفي وعرض مسرحي في البيت الأدبي للثقافة والفنون

 


في لقائه الشهري العام لكانون الأول الجاري والذي حمل رقم 193 أقام البيت الأدبي للثقافة والفنون معرضاً حِرفياً مميزاً للمبدعة لادياس، بعدما أرادت له صاحبته ذلك، رافضة الطريقة التقليدية في عرض الأعمال، ومؤثرة التجديد والابتكار، وهذا ما كان لها بحضور ومشاركة الفنان المسرحي الشاب عزالدين أبوحويلة الذي يجيد التأليف والإخراج والتمثيل المسرحي بشكل لافت للنظر، بل والارتجال في هذا الفن الصعب، الذي يتطلب إحساساً عالياً بالشخصيات، خاصة في الأعمال الموندرامية.
البداية كانت عبارة عن كلمة لمؤسس البيت الأدبي ومديره الكاتب أحمد أبوحليوة الذي رحب بالضيوف والحضور، ومن ضمنهم رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين الفنان التشكيلي كمال أبوحلاوة، الذي سُرّ الجميع بقدومه وبكلامه الطيب والمحفز عن المعرض.
أشار أبوحليوة إلى أن هذا اللقاء سيشهد معرضاً حِرفياً ولكن بطريقة مختلفة، وهذا ما كان عندما أطفئت الأنوار، وبقي بعضها بشكل خافت في أحد جوانب البيت، حيث بدا ذلك وكأنه مسرح صغير، طاولة وألوان ومسامير وخيوط ومطرقة، وفنان تشكيلي (أبوحويلة) يجلس وراء طاولة الرسم، تتبعثر الأفكار حول ماذا يرسم، وخلفه شاشة التلفاز يحيط بها بعض لوحات المعرض، وتعرض الشاشة الفكرة مكتملة بعد الإنجاز من خلال اللوحة التي تشير إلى هذا العمل أو ذاك، والفنان يتابع أفكاره المنقوصة في حالة من التوتر وطرح الكثير من القضايا الإنسانية والاجتماعية، متنقلاً من فكرة إلى أخرى بطريقة مقنعة ورائعة، حازت على استحواذ انتباه الجميع بشكل واضح، من خلال حسن الأداء التمثيلي للشخصية والرؤية الإخراجية للمبدع أبوحويلة، وصوت الموسيقى وبعض الأغاني والعبارات المسجلة بصوت «لادياس» الرقيق، الذي كان من حين لآخر يتداخل مع متن العمل المسرحي، ليتماهى كل ذلك مع ماهية المعرض تراجيدياً، والذي جمع ما بين صلابة المسمار ورقة الخيط، فكان الألم والجمال.
العرض انتهى بعرض الطفلة جنى الدوسري على الحضور لوحة (هذا أنا... الرجل الآخر) وهذا العمل الحِرفي (خيوط ومسامير) عبارة عن بورتريه للكاتب (أحمد أبو حليوة) في حين عرضت بجانبها الطفلة سدين سرور لوحة مماثلة التقنيات حملت عنوان الوطن، وكانت عبارة عن شعار (البيت الأدبي للثقافة والفنون)، وذلك برفقة صوت أبوحليوة المسجل لنصه الملحمي عن سيرة حياته (هذا أنا).
ليفاجأ الحضور بعد ذلك بفلم توثيقي قصير من إعداد لادياس يلخص مسيرتها الأدبية والثقافية والفنية مع البيت الأدبي للثقافة والفنون ورفيق مسيرتها الإبداعية أحمد أبوحليوة داخل البيت الأدبي والعديد من المنتديات الثقافية الأخرى في كل من عمّان والزرقاء والسلط.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل جاء ما يسمى بتقديم المبدعة لادياس الذي كان من المفترض أن يكون في المقدمة، جاء في خاتمة العرض، وكأنه شبه عرض مسرحي ملحق بالعرض الأول، حين تقمّص أبوحليوة شخصية لادياس وهي تتحدّث عن سيرة حياتها الإنسانية والعملية والإبداعية.
بعد ذلك استمع الحضور لكلمة قصيرة من لادياس حول تجربتها ومن ثم قدّم الحضور آراءهم حول ما شاهدوه مثنين على كل ذلك.
هذا وقدّمت سيدة البيت الأدبي إيمان أبوحليوة باقة من الورد للادياس، وبعد ذلك قدّم مديره درعاً كناية عن الشكر والتقدير لإسهامها البارز في نهضته الإعلامية الإلكترونية، منذ عدة أعوام دون كلل أو ملل أو فتور، ومن ثم إقامتها معرضها الحِرفي الأول في رحابه، معرضها الذي أطلقت عليه عنوان «تراجيديا»، والذي قال عنه أبوحليوة: «تراجيديا... مأساة الحياة حين تختزل بخيط بين مسمارين».
علماً أن هذا اللقاء شهد حضور واحد فقط من المرحلة التأسيسية العمانية (2004 – 2007) وهو الشاعر العراقي الغنائي سعد يوسف.

 

 

المصدر: الدستور

10 Dec, 2020 11:38:32 AM
0

لمشاركة الخبر