يعقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية في الفترة من 18 إلى 20 مارس/أيار بالعاصمة القطريةالدوحة، ويناقش "سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية"، ويشهد إعلان نتائج الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية.

وينفتح المؤتمر السنوي على مقاربات متعدّدة الأفكار والاتجاهات، إذ لم تعد مسألة الأخلاق والقيم السائدة أمرا أكاديميا بحتا، بل صارت مسألة أساسية بالنسبة للمجتمعات.

ويمنح المؤتمر السنوي مجالا واسعا لبحث هذه الموضوعات وتدقيقها، في سياقات تاريخية وراهنة لحضارة عربية ممتدّة لما يزيد على 15 قرنا، شملت موروثا أخلاقيا قبل إسلامي، تبعه منعطف تاريخي إسلامي ثقافي وحضاري غني ومتنوّع ومتفاعل مع الحضارات والثقافات الأخرى قبله، كالحضارات الفارسية واليونانية والهندوسية والهلنستية.

تضاف إلى ذلك التأثيرات القيمية الوافدة من الحضارة الغربية الحديثة التي باتت تؤثر في الثقافة العربية الإسلامية بطرائق مختلفة.

وتعالج الأوراق المقدّمة هذه السنة في هذا الموضوع قضايا مهمّة، مثل إشكالات الأخلاق الإسلامية وأسئلة الحداثة، ومعضلات الجينوم والأخلاق الطبية والبيولوجية، والسؤال الأخلاقي في الفلسفة الإسلامية وفي المدوّنات الفقهية والصوفية، وغيرها.

قضايا الشباب
وفي الموضوع الثاني بعنوان "الشباب العربي: الهجرة والمستقبل"، يطرح المؤتمر إشكالية هجرة الشباب العربي ومشكلات هشاشة الأمان الاجتماعي والنفسي الفردي والجماعي في ظلّ الأوضاع الداخلية المضطربة، وتراجع معدلات النمو والتشغيل، وتدنّي فرص المشاركة الاجتماعية والسياسية بسبب ضيق المجال العام والتحكم السلطوي بمؤسسات المجتمع المدني.

ومن ثمّ، تغدو الهجرة بالنسبة لمئات الألوف من الشباب جوابا أساسيا عن مشكلة أسئلة المستقبل، حتى لو كلفهم ذلك العبور بـ"قوارب الموت" في البحر المتوسط.

وتتناول أوراق هذا الموضوع إشكالية هجرة الشباب العربي بوصفها أزمة مستمرة حتى اليوم، وربما حتى مستقبل قريب، بما تشمله من أسئلة هجرة الكفاءات العربية والهجرة العائدة، والهجرة الطلابية، والهجرة النسائية، وتشريعات الهجرة، وأبعادها الاقتصادية والتنموية.

وتتميّز بحوث موضوعي المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية بمعالجاتها وإضافاتها البحثية الجديدة في مجالاتها، وتعبّر في ذلك عن أحد مستويات التطور في البحث العلمي العربي في هذه الموضوعات.

ويشارك بأوراق بحثية في الموضوعين 62 باحثا ينتمون إلى مؤسسات علمية وبحثية متعدّدة.

المصدر : الجزيرة