Skip to main content
قراءة نقدية في كتاب «من وحي الحياة» للكاتبة الشطناوي

«ومضات من وحي الحياة» كتاب صدر حديثاً، للكاتبة منار الشطناوي، عن دار يافا العلمية للنشر، يقع في 146 صفحة من القطع الصغير، يتضمن 16 نصاً أدبيا. هذه النصوص قريبة قصيدة النثر لما تتسم به من صور شعرية وإيقاعية ولغة رقيقة رشيقة تنساب بسلاسة وهدوء، تشد القارئ وتدهشه.

الكاتبة الشطناوي تحلق في مفرداتها وجملها وعباراتها ولا تترك للقارئ أن يتنفس الصعداء، فاللغة ثرية والأسلوب ممتع وساحر، وتتكئ على موروث ديني واضح في ملامستها للنصوص القرآنية، وهي بذلك تتجه للرومانسية الصوفية المحافظة، ليس ثمة شك في ثقافتها الواسعة للكتب والمؤلفات المتنوعة الدينية والاجتماعية والثقافية.

عنوان الكتاب يشي ويدل على المضمون والجوهر، الذي يعكس حالات إنسانية وجدانية ورومانسية عالية، تقترب من الشعر، وليس غريبا هذا الجنس الأدبي في تاريخنا العربي،، فهناك أدب المهجر،، جبران خليل جبران، ومخائيل نعيمة، وغيرهم ممن أجادوا فن الشعر النثري والأدب الرومانسي وفن المقالة والخاطرة.

في قصيدة «إليك» نقرأ: «ما عدنا اثنين بل أضحينا بحرين أغرق فيك يوما وتغرق فيً يومين»، يمتد الهيام والشوق هنا أيضا ليصل إلى الوطن، فالوطن موح للحب والتضحية والهوية والانتماء حيث تقول: «كل وطن لست فيه هو غربة وكل صبح لست شمسه هو ظلمة وكل ليل لست نجمه هو عتمة».

تجول بنا الكاتبة في فضاءات بعيدة خارجة عن المألوف في المكان والزمان فهي تعيش عشقا ليس له حدود يعكس أنفاسها الإبداعية وتمكنها من تطويع اللغة بما يناسب اللحظة والدهشة التي تعيشها الكاتبة: «يكفي أنك بين كواكبي أجمل قمر، وانك النور الذي جاء محمولا في راحة القدر، هبني ذاكرتك كي أنسى وقبلها هبني قلبك يعلمني كيف أقسى».

وفي نص «بالإيمان نحيا»، يطرق الإيمان قلب الكاتبة لتلامس ما يخفف عنها ويثبت قلبها الذي يرقص في صدرها حبا وعشقا وخوفاً إذ تقول: «إذا حاصرك الهم تذكر حال أم موسى إذ ألقته في اليم فربط الله على قلبها وأبدلها فرحاً بغير غم».

الاتكاء على النصوص الدينية في نصوص الكاتبة النثرية يعكس حالة إيمانية راسخة في وجدان الكاتبة.

بقي القول الشطناوي كاتبة متمكنة تميل إلى قصيدة النثر الفني بالرغم من بعض المشاكل الصغيرة الفنية التي قد تظهر هنا أو هناك ولكنها قليلة جدا، من وحي الحياة كتاب يعتبر كتابا نثريا ممزوجا بشعرية عالية ومنسوبا رومانسيا جيدا، وهناك اتكأت على القافية لما فيها من إيقاع وموسيقى داخلية في نصوصها ترتفع حيناً وتهبط أحياناً، وهي لا تدعي أنها شاعرة ولا تقول ذلك، هي ناثرة وأحيانا النثر يعكس صورة رائعة تضاهي الشعر أو تتقدم عليه..

14 Apr, 2017 10:37:22 AM
0

لمشاركة الخبر