Skip to main content
"فرج في بلاد الاعارب" لباسل طلوزي مجموعة قصصية تحفل بالكوميديا السوداء

حفلت المجموعة القصصية 'فرج في بلاد الاعارب' للكاتب والزميل باسل طلوزي، بأجواء مضمخة بالكوميديا السوداء التي تسخر من الواقع اليومي المعاش رغم ما يكتنفه من ألم وتعاين مظاهر سلبية تعايشها شخصية المجموعة الرئيسة وتمثلت فيها بوصفها بطل للقصص الـ87 .

'فرج في بلاد الاعارب' التي اشتملت على مجموعة من القصص القصيرة او 'الاقاصيص' التي تتكون من عناصر القصة وتتضمن نصوصا بسيطة، ولا تحتوي على الكثير من التفاصيل، وهي عبارةٌ عن سردٍ لمجموعة من الأحداث المرتبطة مع بعضها البعض، والتي تعبر عن حدثٍ معيّنٍ من الأحداث الحياتية لشخصٍ، أو مجموعةٍ من الأشخاص.

ويغلب على الأقصوصة أنّ شخصيّاتها تكون قليلة العدد، وأحياناً لا تتجاوز شخصيةً واحدةً رئيسة وهنا تتمثل بشخصية 'فرج' التي تلعب دوراً محوريّاً في مختلف الأحداث، وتعتبر المحرك الأساسي لها، وتبنى عليها الأقصوصة من بدايتها حتى نهايتها، كما تتميّز هذه الشخصية بأنها هي التي أثرت في الفكرة الرئيسة، وساهمت في تبرير مختلف الأحداث المرتبطة بها، وللأقصوصة خصائص فنية ثلاث هي الانطباع ولحظة الازمة والتصميم.

ويعاين المؤلف طلوزي في مجموعته التي تحضر فيها البنية الدرامية بقوة، من خلال شخصية 'فرج' الذي يشي اسمه بمآلات بأسلوبية تهكمية ساخرة العديد من المظاهر التي ترصد مفارقات يعيشها المواطن البسيط تكشف عن حجم التشوه في المجتمعات العربية التي تعاني الاستبداد والاقصاء وغياب العدالة والحريات وحضور التهميش لمعظم فئات افراد تلك المجتمعات.

المجموعة التي جاءت في 200 صفحة من القطع المتوسط وصدرت حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، كتب مقدمتها الشاعر والزميل غازي الذيبة قال فيها ان كتابات باسل طلوزي تحتكم الى قوانين البناء والسرد القصصيين وفضاءاتهما المتعددة تلك التي تحيل الحكاية الى حدث، مشحون بطبقات تأويلية تذهب بنا الى اقصى المتعة وتضربنا في خاتمتها على رؤوسنا لتوقظنا مما نحن فيه من اغراق بوهم اسمه الحياة في الوطن العربي.

وقصص المؤلف طلوزي بحسب الزميل الذيبة في المقدمة، لا تراوح بين منطقة اسلوبية واخرى، مشيرا الى انه يجترح ملامح اسلوبيته بذاته ويقدمها وفق مسار يحتكم الى لغة رشيقة متهادية تنساب بين اليدين بتهذيب وجارحة الى حد انها تحلم بالحرية، كما انه يكتب الممنوع والمسكوت عنه والصمت المدوي.

ووفقا للذيبة فان 'المؤلف خلع على بطل قصصه المتخيل اسم 'فرج' الذي لا يتوقف عن السؤال ولا يمر من دون ان يتعرض للظلم' او حتى يعاينه من خلال احلام تراوده بتجربة ممارسة مظهر من مظاهر 'شخصية الظالم المستبد' ونراها تتجلى في عدد من القصص ومنها 'حارس الحذاء' و'بسطار العيد' وغيرهما.

16 Apr, 2017 12:19:40 PM
0

لمشاركة الخبر