Skip to main content
هوية الأمة.. أن تتحدث الفصحى

تناول أستاذ اللغة العربية في كلية الملك خالد العسكرية الدكتور صالح الشثري صناعة البيئة اللغوية ومفهومها اللغوي والاصطلاحي المعاصر وأنواعها والاستراتيجيات في تكونها، واستعرض تجربتها خارج الوطن العربي، وركز على واقع البيئة اللغوية في تعامل المجتمع السعودي مع غير الناطقين بها.. جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر الثقافي صباح أمس الأول وأدارها الدكتور صالح الغامدي.

وأشار الشثري إلى أن موضوع صناعة البيئة اللغوية واسع ومتشعب، وله علاقات وصلات ثقافية وتعليمية واجتماعية مختلفة، كما أن له أثرًا كبيرًا في بناء هُوية الأمة، وصناعة البيئة تعد رابع أركان العملية التعليمية بعد الطالب والمعلم والمادة العلمية.

ثم دلف إلى تعريف البيئة لغةً واصطلاحاً مستخلصاً تعريفاً علمياً لمفهومها: بأنه إجمالي الأشياء المحيطة بالإنسان والمؤثرة على وجود الكائنات الحية على سطح الأرض، متضمنة الهواء والماء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات أنفسهم، ووصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها البعض لدرجة التعقيد، والتي تتعامل وفق نظام دقيق متوازن ومتكامل يعبر عنه بالمنظومة البيئية.

ثم تحدث عن أنواع البيئة اللغوية منها الطبيعية وهي البيئة الناطقة باللغة في أصلها، وما لها من دور فعال في تعليم اللغات، والبيئة اللغوية الاصطناعية والتي قد تكون داخل قاعات الدرس.

وأوضح استراتيجيات وسبل تكوين بيئة لغوية جيدة لتعليم اللغة لغير الناطقين بها ومنها إيجاد متكلمين أصليين باللغة، والإقامة الدائمة داخل المؤسسة التعليمية، وحصر الحديث باللغة العربية ووضع ضوابط لذلك، ونشر الإعلانات المكتوبة والتوجهات المسموعة باللغة العربية، وتعويد الطلاب على القراءة وتوفير المواد المقروءة والكتب باللغة العربية، وتعويدهم كذلك على الاستماع إلى البرامج الإذاعية والمحاضرات باللغة العربية، وتخصيص أنشطة للتواصل بين المتعلمين والمجتمع المتحدث باللغة العربية.

وأشار إلى أن العوامل المساعدة في نجاح البيئة اللغوية تكمن في الاختيار الدقيق للمنهج، وتحقيق أهدافه، والمقرر الدراسي والكتاب المدرسي، والوسائل التعليمية، واختيار المعلم الكفؤ، وتقويم المعلم، ومراعاة الجودة في إدارة المعهد، واستخدام العربية الفصحى في التدريس والحياة العامة.

ثم تحدث عن معوقات تكوين البيئة ومنها عدم وجود ناطقين أصليين بالعربية الفصحى، وصعوبة وجود متكلم بالعربية في كثير من المجتمعات، وضعف تصور أهمية البيئة في تعليم المهارات عند كثير من القائمين على تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وعدم وجود إطار نظري محدد ودقيق يتضمن مواصفات تكوين البيئة.

واستعرض في ختام محاضرته نماذج لصناعة البيئة اللغوية خارج الوطن العربي مشيراً إلى نجاح التجربة الاندونيسية وتفوقها على التجربة الماليزية.

24 Apr, 2017 11:18:57 AM
0

لمشاركة الخبر