Skip to main content
كتاب بحثي برؤى عصرية نال جائزة الشيخ زايد للكتاب

ينضوي كتاب المفكر السوري د. محمد شحرور «الإسلام والإنسان»، الفائز أخيراً بجائزة الشيخ زايد للكتاب «الدورة 11» - فرع «التنمية وبناء الدولة»، في إطار مشروعه التنويري الرامي إلى تمهيد طريق ارتقاء العقل والتركيز على الحوار الحضاري والانفتاح.

ويدور الكتاب حول ما جاء في القرآن الكريم، ويشرح كيف أنه يتضمن نصوصاً تُخاطب فكر الإنسان وعقله و«تنير له سبيله في الحياة، وتخرجه من دائرة الضياع الضيقة إلى أفق المعرفة الواسع فيتمكن من التقرّب إلى الله».. وتفتح بصيرته وتمكنه من التمييز بين الحق والباطل، وتعينه على النهوض بنفسه ومجتمعه وتقيه الوقوع في مستنقع الجهل والتخلف.

ويؤكد شحرور في الكتاب أن الإسلام دين عالمي يقوم على الرحمة والتسامح ويتيح للجميع التعايش في سلام وطمأنينة والتمتع بكامل الحرية والكرامة، وليس دين عنف وقتل وتخريب كما يُروّج له.

ويبين المؤلف أنه رأى لزاماً على نفسه أن يُعيد النظر في القراءة المغلوطة للدين، عامداً إلى قراءة مُعاصرة تتماشى مع مُستوى معارف القرن ال21 والتطور العلمي والأخلاقي، مُقدماً الإسلام من منبعه الأساسي ألا هو التنزيل الحكيم.

واعتمد المؤلف على تفسير نصوص الكتاب بعضها ببعض، «تفسير القرآن بالقرآن» كما يُطلَق عليه في الثقافة الدينية باعتباره من أفضل التفاسير وأرقاها مُستوى وأكثرها مصداقية. فوحدها تُمكّن من عودة الإسلام إلى ينابيعه الأولى، كونه دين الله الذي يدعو إلى التسامح والتآخي والتعاون والتعاطف والرحمة والعفو والغفران.

ويرى الكاتب في هذا السياق أن «هذا ما نحن بحاجة إليه في الوقت الراهن الذي تتطاحن فيه الآراء قبل الأبدان مُحدثة دماراً أينما حلّت مشيعة مشاعر التنافر والبغض والقسوة والدمار الإنساني العقلي والأخلاقي والاجتماعي».

في الفصل الأول «من هم المسلمون» يرى الباحث أن نصوص كتاب الله لم تحصر صفة الإسلام باتباع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فقط، بل جعلتها صفة تُطلق حتى على من سبقهم من الرسل من أتباع موسى وأنصار عيسى من النصارى وأهل الملل الأخرى.. والقاسم المشترك بين كل هؤلاء الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح.

في الفصل الثاني «من هم المؤمنون» يجهد المؤلف إلى قراءة مُعمقة للعديد من الآيات القرآنية التي يرد فيها ذكر للإيمان، فالمسلم كما يُفترض، يجب أن يكون مؤمناً بالله وباليوم الآخر ويعمل صالحاً.

وتحت عنوان «لا إكراه في الإسلام» يخلص المؤلف إلى أن الانقياد الطوعي للدين مسألة فردية بحتة بحيث تبقى علاقة خاصة بين الإنسان وربه وتتسم بطابع حرية الاختيار عن دراية والتزام شخصي، من دون إكراه.

ويعتبر أن ممارسة العنف والإكراه تحت أي شعار أيديولوجي يُعدّ كفراً بالله وبالقيم الإنسانية التي جاءت في الإسلام..والتصدي لها واجب وشرف لأنها سخّرت الدين للوصول إلى مطامعها وغاياتها.

يركز في الفصل الرابع والأخير «المواطنة والولاء للإسلام»، على ما يعتري المشهد السياسي العربي من ضبابية، تشرع مستقبله على المجهول، فيختلط الحابل من الشعارات بالنابل منها، حتى باتت مجتمعاتنا أسيرة الصراعات والنزاعات والخلافات، وغارقة في دوامة البحث عن تعريفات جديدة لانتماءات المواطنين الدينية والمذهبية والقومية.

ويستعيد شحرور بعضاً مما ورد في كتاب الله حول مفاهيم الأمة والدولة والمواطنة والحرية، فيرى أن بناء دولة مدنية ديمقراطية ليبرالية، تُحترم فيها حريات الأفراد على اختلاف توجهاتهم الفكرية أو الدينية أمر مهم لضمان استمرار أي دولة.

ويبين المؤلف أن أول من حقق ذلك هو النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) بما أنجزه في المدينة المنورة، بحيث قفز بالمجتمع قفزة نوعية إلى الأمام بإنشاء مجتمع مدني مبني على التعددية. فكانت المواطنة بأبهى تجلياتها، الضامنة للحريات والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات.

03 May, 2017 10:51:38 AM
0

لمشاركة الخبر