Skip to main content
لغة الضاد

من حسن حظ اللغة العربية هذا الاهتمام الباذخ من قبل الدول والمؤسسات الرسمية والأكاديمية بتنظيم مؤتمرات دورية للحفاظ على العربية، وتبيان قدرتها على المنافسة في وجه اللغات الأجنبية التي بدأت مع الألفية الثانية تغزو وسائل التواصل الاجتماعي بغزارة لم تكن معهودة من قبل.. ويأتي على رأس هذا الاهتمام انعقاد فعاليات المؤتمر الدولي السادس للغة العربية في دبي.
ركز المؤتمر في عنوانه العريض على بحث جميع القضايا والموضوعات التي تتعلق بواقع اللغة العربية ومستقبلها، وضمن هذا العنوان تفرعت الكثير من المحاور التي تناقش واقع اللغة العربية في صلتها بالقرآن الكريم، والشعر العربي والسرد والرواية، وكذلك علاقة العربية بوسائل الإعلام، بما في ذلك مناقشة آفاقها ومديات تطورها بضرورة ربطها بالمناهج المدرسية ومنذ الطفولة، ودراسة واقعها في الجامعات والأكاديميات العربية وأيضاً مناقشة ما يستجد في ضوء العولمة، وعلاقتها مع الفضاء الإلكتروني وما يستتبع ذلك من ضرورات الحفاظ عليها وتنميتها وتوسيع تأثيرها في (الميديا) الحديثة.
مما لا شك فيه، وبشهادة جميع الخبراء والمختصين اللغويين، أنه لا خوف على العربية، لما تتمتع به من رقي في بنيتها البلاغية، وما تنطوي عليه من استعارات ومجازات تمكّن هذه اللغة من التعبير، وما تتمتع به من مرونة وقابلية لاستيعاب المصطلحات، حتى لما هو موجود في كثير من اللغات الأخرى.
اللغة العربية بشهادة هؤلاء الخبراء هي سيدة اللغات، وهي أجمل وأرقى وأعظم لغة في العالم على الإطلاق، فلا تجاريها وتعادلها أي لغةٍ أخرى في الدقة والروعة والجمال. وهي فضلاًعن ذلك بمثابة هوية ولسان الأمة العربية، وهي لغة الأدب والعلم، ولغة الحياة بكل ما للكلمة من معنى.
في علاقة اللغة العربية بالشعر، يمكن التأكيد على قابليتها كلغة لاستيعاب الكثير من أنواع الشعر، بما فيه العامي أو الشعبي واستيعابها لكثير من اللهجات العربية، فأن تكون هناك فرصة للتعبير من خلال هذه اللغة عن اللهجات المحكية، سواء كانت مشرقية أو مغربية فهذا فضاء يؤكد مرونة العربية وسهولة انتشارها، وأهلية واتساع معجمها اللفظي والصوتي.
قدم المشاركون في هذا المؤتمر الذي استضاف نحو 2000 شخصية من الباحثين والمختصين اللغويين والأكاديميين القادمين من 73 بلداً عربياً وإسلامياً، قراءات رصدوا فيها واقع اللغة العربية اليوم، ونرجو أن تسهم أبحاثهم في الارتقاء أكثر وأكثر بهذه اللغة التي كانت دائما من اللغات الأدبية الرفيعة، فكتب بها مفكرون وأدباء أثروها بكثير من المؤلفات التي مازالت حتى اليوم تشكل ذخيرة من نفائس الآداب والعلوم، التي سدت فراغاً كبيراً في المكتبة العربية. 

05 May, 2017 12:29:20 PM
0

لمشاركة الخبر