Skip to main content
علي رحومة: التكنولوجيا تؤسس لوعي ثقافي جديد

د.علي رحومة شاعر وكاتب ليبي من جيل الثمانينات، متخصص في الثقافة الرقمية، وقد صدر له في هذا الإطار مجموعة من المؤلفات منها «الإنترنت والمنظومة التكنواجتماعية» و«علم الاجتماع الآلي» و«مجتمع المعرفة وبلدان المغرب العربي» و«فصول في تكنولوجيا المعلومات وقضايا المجتمع الإلكتروني» و«نقل وتوطين المعرفة التكنولوجية في التنمية الصناعية» و«التحليل والتصميم والنموذجة الحديثة لنظم المعلومات»، بالإضافة إلى عدة دواوين شعرية.. كان للخليج الحوار التالي معه.
حدثنا عن مراحل تكوينك الإبداعي؟


الإبداع هو صيرورة الإنسان، وكأي إنسان ولدت في بيئة عربية محافظة بشكل كبير، وجدت بعض الكتب في بيتنا، كان أبي يقرأها، كتب متنوعة ما بين التراث والشعر، قرأتها في طفولتي وتفتحت ذاكرتي على عالم الكلمة.
ومع مرور الوقت صار عندي هاجس بتطوير فكرة الكتابة، بدأت بكتابة الشعر، ونشرت في المرحلة الثانوية بعض النصوص في الدوريات الليبية، ثم أرسلت إلى بعثة في بريطانيا، وانفتحت على العالم الغربي، لكن الإبداع العربي كان يأسرني، دراستي الأكاديمية كانت في عالم تكنولوجيا الكمبيوتر، وفي عام 1984 درست تكنولوجيا المعلومات.
أما هاجس الشعر فكان ملازماً لي، راسلت مجلة «الناقد» ونشرت بعض النصوص، وكذلك بعض الإصدارات العربية في الثمانينات وآثرت أن أكتب من أجل الاستمرار، وفي عام 2000 نشرت ديواني الأول «طائر المجرة القادمة»، وكان مخطوطي السادس، لم أنشر ديواني الثاني إلا بعد الثورة الليبية في 2011.
كيف ترى التطور التكنولوجي والتقني ومدى تأثيره في العقل البشري؟


العالم الآن يعيش مرحلة ما بعد التكنولوجيا، التي يؤسس عليها ما يعرف بمجتمع ما بعد الحداثة، دخلنا الآن في مجتمعات المعرفة، وأصبح الاقتصاد اليوم هو اقتصاد المعلومات، كما انعدمت المسافة سواء مسافات زمانية أو مكانية، وأصبح عالم الإلكترونيات هو البحر الذي يسبح فيه البشر.
إن الشركات التي تتحكم في هذا الإطار الرقمي هي شركات غربية مثل مايكروسفت وجوجل وغيرها. وهذه الشركات تفعل فعلتها في نمذجة العقل الإنساني عموماً، حيث أصبح تفاعلنا اليومي مع الهاتف المحمول والكمبيوتر له تأثيرات كبيرة في سلوكنا اليومي والاجتماعي وحتى النفسي.
والسؤال الأهم الآن في ظل المرحلة الراهنة هو أين نحن كعرب من هذه السياقات العالمية؟ وهل سنبقى غارقين في دوامة الصراعات؟


يجب علينا أن ندرك أن الثقافة هي المعقل الأول والأخير في المقاومة، والآن الثقافة الرقمية هي السائدة، لذا لا بد أن يكون عندنا المثقف الذي يتفاعل ويتعامل مع التكنولوجيا ويكون متواصلاً مع التقنيات الحديثة.
متى يمكن للمجتمع العربي أن يكون منتجاً للثقافة الرقمية، بحيث يكون له دور في تلك المنظومة العالمية؟


هناك الآن حالات إنتاج فردية، إلا أن المطلوب اليوم أن يكون الحراك فعالاً بشكل أكبر من خلال عمل مؤسسي ممنهج ومدروس، نحن بحاجة إلى شبكة معلومات عربية موازية لنظيراتها في العالم الغربي، تقوم على أرشفة الأبحاث والدراسات إلكترونياً ودعم المحتوى العربي، ويجب أن لا نعتمد على الغرب في هذه المسألة لكونها تمثل أحد الروافد المستقبلية للأمم، وضياع هذه الفرصة أو التغاضي عن حمل مسؤوليتنا في هذا الإطار سيولد نقصاً معرفياً حاداً لدى مستخدم التكنولوجيا العربي. 

16 May, 2017 10:26:29 AM
0

لمشاركة الخبر