Skip to main content
شعراء يتغنون بالأردن ويستحضورن «عرارا» ويتأملون الحياة

تواصلت نهاية الاسبوع الماضي فعاليات مهرجان الشعر العربي الذي ينظمه ملتقى الرمثا الثقافي بالتعاون مع مؤسسة إعمار الرمثا، في نادي كفر خل الرياضي الثقافي، بقراءات شعرية للشعراء الأردنيين العرب، وأدار الأمسية بحضور أعضاء ورئيس الملتقى ووسط حضور كبير الشاعر والفنان التشكيلي ياسر أبو طعمة.
القراءة الأولى استهلتها الشاعرة اللبنانية د. يسرى بيطار بقراءة مجموعة من القصائد التي تغنت بالأردن وشعب الأردن والمكان الأردني أرض النشامى، حيث تغنت بقصائدها معظم المدن الأردنية ووقفت بلغتها المشحونة شعريا واحساسا متدفقا لا يخلو من صدق المشاعر، وكما قرأت قصائد غزلية عاينت فيها شؤون المرأة العاشقة وكذلك عرّجت الشأن الذاتي للمرأة.
تقول في احدى قصائدها: «أرض النشامى سلام ظله الغار/ وجانح الأرز في معطار/ من شمس لبنان نور الحق احمله/ من بحر لبنان ملء الحب اشعار/ سماء عمان دار  الريم ها أنذ/ يلوح لي المجد والاردن اكبار».
أما الشاعر السعودي أحمد قرّان الزهراني صاحب ديوان «لا تجرح الماء»، قرأ قصيدة تأملية إنسانية لا تخلو من التراكيب المدهشة واللغة العالية التي تستوقف القارىء لجماليات البوح الشفاف وقدرة الشاعر التصوير واستكشاف الأشياء، قصائده لا تخلو من البناء الدرامي والسرد الشعري المتقن.
من قصيدته «نشيد الغياب»، يقول:» تعلل إذا ما انكشفت على سُلّمِ الوقتِ/ لا ترتبكْ مثل غصنِ السفرجلِ/ كنْ صادقا حين تُضفي على صوتِكَ / لوجدَ،مثَّل كأنَّكَ في مسرحِ الزارِ كنْ ليناً في الحديثِ مع المتعبين/ ولا ترتبطْ بالمواعيدِ في آخرِ الليلِ/ فالحبُّ لا يشتهي أن يغادرَ من مبتداه/ وعلِّلْ غيابَك عن من تحب بحمى المخاضِ/ ولا تكترثْ بالذي لا تراه».
من جهته قرأ الشاعر خالد الشرمان مجموعة من القصائد أيضا تغنى بالأردن وعشقه لتراب الأردن مستحضرا ذاكرة المكان، ومستحضرا شاعر الأردن الكبير مصطفى وهبي التل «عرار»، بقصيدة لا تحتمل التعقيد أول التلاعب بالمفردات على حساب المضمون، قصيدة تفاعل مع الجمهور لشفافية لغته وصدق مشاعره.
من قصيدته التي أسماها «الشعر»، يقول فيها:»الشعر لا تكتب الأشعار/ ويظل في أعماقنا الإصرار/ الشعر يبقى القصيد معذبا/ في جوفنا فجميعنا ثوار/ وطن لنا بالروح نفدي أرضه/ وليغضب السفهاء والفجار».
الشاعر العراقي محمد نصيف قرأ قصيدة « الفارس الأبهى « في رثاء القائد الشهيد صدام حسين، هذا المقطع الثاني من القصيدة التي يقول فيها:»أبناءُ ساسانَ كمْ أذللتَ مطمحَهُمْ/ مِنْ يديكَ كؤوسَ السمِّ كمْ شَرِبُوا/ 
أقزامُ صهيونَ كم ألبستَهمْ فزعاً/ وكم بذلٍّ إلى أجحارهِمْ هربوا/ صدّام حيّاً وميتاً أنت ترعبهمْ/ حتى بلفظِ اسمكَ الأفواهُ ترتعبُ/ يا مَنْ فراقُكَ أدمى/ عاشقيكَ أسى/ عليكَ حتى ترابُ الأرضِ ينتحبُ».
وكما قرأ أيضا الشاعر العراقي قصيدة واحدة عمودية نالت استحسان الحضور للغتها ومضامينها التي تحاكي الوجدان الإنساني.
وكما قرأ الشاعر عبد الكريم ابو الشيح قصائد وقفت على معترك الأشياء وتفاصيل الحياة، شاعر يمتلك ناصية الشعر ويأخذك إلى فضاءات الجرح الإنساني، وكذلك يمضي بك على شلال موسيقاه إلى فضاءات العشق وطقوس المرأة بلغة مفعمة المشاعر.
الشاعر عمر أبو الهيجاء قرأ ثلاث قصائد، نختار هذا المقطع الذي يقول فيه:»كنت وشمت بلادي فوق الزند/ ورقة أضلاع المطر/ كنت شرارة عشق/ في جسد القبر/ صرت على بعد أصابعنا/ محزن شعر يتآلف في الليل مع الإنسان».
أماعائشة الحطاب قرأت غير قصيدة لا تخلو من دفء القول الشعري وصدقه، قصائد وجدانية انسانية متدفقة المشاعر ولها طريقة جذابة في الإلقاء الشعري تشدك وهي تقرأ، في  احدى قصائدها: « ألمٍ؟/ من ألفِ موتٍ بغيرِ النارِ لم أثقِ» الليلُ منْ تَعبي والشَّمسُ من حُرَقي/ لما سكبتُ رحيقَ العمرِ في الورقِ/ للوقتِ وَقْتي وآلامِي وقَافِيتي/ يَلهو بها وَأَنَا يَقتاتُني أَرَقي/ رسمتُ وجهيَ في المرآةِ مُوقنَةً/ أني أنا الدمعةُ الخرساءُ في الحَدقِ».
واختتم القراءات الشاعر محمد محمود محاسنة وقرأ قصيدة «حديث الهدهد».
وفي نهاية الأمسية كرّم رئيس نادي كفر خل محمد الأصغر المحاسنة الشعراء المشاركين في الأمسية وكما تم تكريم رئيس النادي المحاسنة من قبل إدارة ملتقى الرمثا الثقافي على التعاون مع المهرجان.

22 May, 2017 09:01:30 AM
0

لمشاركة الخبر