Skip to main content
مثقفون: الاستقلال يدفع الشعوب نحو الحرية والديمقراطية

يرى بعض المثقفين أن الاستقلال حالة مدنية وشعورية تنبع من قوى فكرية تأملية تحفز الشعور بالتحرر والانفلات من القيود الخارجية، مؤكدين أن الاستقلال مرتبط بمفهوم الهوية والكرامة الوطنية وتعزيز القوى الانتاجية، مشيرين الى أن الاستقلال الحقيقي لحرية الكلمة وان الاستقلال يدفع الشعوب نحو الحرية والديمقراطية. 

 د. زياد أبو لبن:

الاستقلال الحقيقي لحرية الكلمة وان الاستقلال يدفع الشعوب نحو الحرية والديمقراطية في مؤسساته وتجمعاته وداخل الأسر وفي حياة كل فرد من أجل بناء دولة متكاملة تمتلك ارادتها ولا تخضع لضغوط القوى العظمى في هذا اليوم ننطلق من هويتنا الوطنية والقومية، وان الثقافة لا تلقى الاهتمام من مؤسسات الدولة فالكاتب متسول يبيع كتبه والناشر تاجر ماكر ووزارة الثقافة تشكو موازنتها والمثقفون يعيشون أوهام الثقافة وحالمين ومتشظين في الوقت نفسه، ففي ذكرى الاستقلال أدعو الحكومة أن تولي الثقافة اهتمامها فالأمن الثقافي لا يقل أهمية عن الأمن العام وما يحدث من العنف المجتمعي والتطرف والارهاب والكراهية سببه غياب دور الحكومة في دعم الثقافة.

 الشاعر سعيد يعقوب: 

الاستقلال يوم يحق لنا أن نعتز به وأن نفتخر، لأنه يمثل قيمة عظيمة ويجسد غاية سامية تسعى الشعوب الحرة لها وتبذل في سبيلها الغالي والنفيس وتحافظ عليها بكل ما تملك ولا تفرط بها تحت أي ظرف من الظروف، فهي وثيقة ممهورة بالدماء، كتبت بالعزم والاصرار وبحبر الروح، وها نحن نرى كيف أن الشعوب التي تقع تحت الاحتلال تناضل في سبيل حريتها وتخوض من أجلها أعتى المعارك وتبذل أعظم التضحيات كما هو الحال في أرض فلسطين المباركة، حيث يقاوم الأسرى والمعتقلون العدو الصهيوني ويخوضون معركة الأمعاء الخاوية لتنتصر ارادتهم على جلاديهم وينالوا حريتهم وكرامتهم.

ونحن اليوم نستذكر شهداء الأمة الذين سقطوا دفاعا عن كرامتها في معارك الأمة التي خاضتها في كل مكان ولا سيما أبطال الجيش العربي الذين ارتقوا على أسوار القدس وفي باب الواد وباب العمود واللطرون، ونترحم على شهدائنا الأطهار من أمثال: موفق السلطي وفراس العجلوني وصالح الشويعر بطل معركة وادي التفاح وغيرهم كثيرين وهم يدافعون عن عروبة فلسطين وأرض الاسراء والمعراج وهي محطة مهمة يجب التوقف عندها مليا مستذكرين المواقف الشجاعة لفرسان بني هاشم أشراف العرب الذين سعوا لتحرير الأمة ابتداء من الشريف الحسين بن علي الذي يرقد في ساحة المسجد الأقصى، الذي أطلق الرصاصة الأولى في الثورة العربية الكبرى التي قامت من أجل وحدة العرب وكرامتهم وحياة فضلى لهم فتجمع حولها الأحرار من كل مكان حين استجابوا لدعوته المباركة وصرخته الثائرة مرورا بشهيد المسجد الأقصى الملك المؤسس عبد الله الأول الملك الشاعر الذي كان بلاطه يزخر بحركة أدبية قل مثيلها في أرجاء الوطن العربي، وقد كان ذا بصيرة نافذة ورؤى تستشرف المستقبل وكانت حفاوته بالأدباء والشعراء كبيرة ومنقطعة النظير مما يذكر بمرحلة مشرقة من مراحل تاريخنا العربي حين كان يجتمع في بلاط سيف الدولة الحمداني خيرة الشعراء والأدباء والعلماء ثم جلالة الملك طلال بن عبد الله بن الحسين طيب الله ثراه الذي وضع الدستور الأردني في عهده فكان دستورا متقدما حضاريا.

أما في عهد جلالة الراحل الملك الباني الحسين بن طلال فقد شهد الأردن نهضة واسعة في كل المجالات وعلى جميع الصعد ويكفي أن نستذكر هنا موقفين لجلالته موقف تعريب قيادة الجيش العربي وموقف الانتصار على العدو الصهيوني في معركة الكرامة الخالدة الذي تحطمت فيه أوهام الجيش الصهيوني على صخرة وحدتنا الوطنية حين هبت طلائع الجيش العربي وأفراد المقاومة الشعبية لدحر المحتل المتغطرس الذي أطلق عليه وصف اسطورة الجيش الذي لا يقهر في الوقت الذي هو بعيد كل البعد عن هذا الوصف فقد رأينا في ساحات المسجد الأقصى الأطفال يطاردونه بصدورهم العارية ويهرب أمامهم وهو مدجج بالأسلحة الفتاكة.

أما اليوم ففي عهد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وارث أمجاد أسلافه العظام من بني هاشم ووريث راية الثورة العربية الكبرى فنحن نعيش اليوم في بلد الأمن والأمان بالرغم من المحيط الملتهب من حولنا ونبني بهمة الأردنيين وطننا الغالي وندافع عنه بكل ما نملك ليظل الوطن الأنموذج والأعز والأغلى ونتطلع بكل الثقة والأمل لمستقبل واعد مشرق ننعم فيه بالوحدة والعزة والكرامة وحياة فضلى وقد شفيت جراح الأمة وتعافت من نكساتها في ظل عميد آل هاشم صقر الأمة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وأدام ملكه.

 الشاعر حسن البوريني:

«لو كان لي سبعون نفساً، فقدمتها كلَّها في سبيل القوميةِ والوطنِ لِمَ رأيتني قمتُ بالواجب لخدمة الوطن»،هذا ما قاله المغفور له سمو الأمير عبدالله بن الحسين أميرُ البلادِ حينما خاطبَ الشّعبَ عندَ عودتِه من مفاوضاته مع بريطانيا عام 1923 والتي استمرت الى ما يقارب الثلاثة شهور بهدف تحقيق الاستقلال واستكمال اجراءات أمن الدولةِ الدستوريةِ . حيث خَلصتْ تلك المفاوضات الى مشروع لمعاهده اردنيه بريطانيه فيها كل ما هو مطابق لمصالح ورغبات الأمّة خصوصا امر الاستقلال، حيث هو الجزء المهم من سلسلة التشبثات حيثُ استأنفَ حديثه قائلاً : اقول لكم انني رجعت وكلي رجاء في الوصول بمشيئة الله الى النتيجة الحسنه فلكل وجه سبب وافضل تلك الوجوه واسلمها عاقبة، تلك الأقلها ضرر، والتغلب على الصعاب لا يكون الا بمشيئة الله أولاً، وبالحكمةِ القوميةِ والتعقل العبقري ثانياً .

سارَ الهاشميون على هذا النّهجِ الذي أعتبروه دَيْناً في أعناقِهم وقيداً من أمانةِ ثقيلةٍ فرضتها عليهم العقيدة التي تنزّلتْ على جدِّهم عليه الصّلاة والسّلام فكانوا وارثوها باخلاصٍ 

مرّت تلكَ الفترات العصيبة حافلة بالاحداث الثِّقال وبالقلاقل الجِسام والتي تعاملَ معها الهاشميونَ بدهاءٍ عربيّ مَكينْ فوّتَ على الطامعينَ فرصةَ أبقاء الوطن تحت سيادة المُستعمِر حيثَ نشوبُ الثورة الفلسطينيه عام 1936 والتي كانَ بها للأردنيين مواقف تُحدِّثُ عن نضالٍ وتضحيةٍ وفِداء، ثمّ الحرب العالميه الثانيه والكثير من الاضطرابات السياسية في سوريا وفي العراق الأمر الذي صَعّبَ على الهاشميين مهمةَ النضالَ لا بل السّعي الى ابقاء قنوات الاتصالات مع بريطانيا قائمة والتي كمْ تذرّعت بريطانيا بأنّها أرجأت عملية التّفكير بقضيةِ اعلان استقلال المملكة لانشغالها بالحرب ولايمان الهاشميين بعدالةِ منطقِهم وشرعيةِ مطلبهم فما توانوا ولا وهنوا في المضي صوب غايتهم الى أن تمَّ لهم ذلكَ عام 1946 فكان الاستقلال المُبارك وتم اعلان البلاد تحت اسم «المملكة الأردنية الهاشمية»، حيث بويِعَ جلالة الملك عبدالله بن الحسين المؤسِّس – طيّب اللهُ ثراه – ملكاً عليها.

كلُّ هذا النضالِ وجُلُّ هذا الفداءِ يجعلُنا كأدباءِ نحملُ في مدادِ اليراعِ عهداً أبدياً يليقُ بهذه الزُّمرةِ المُصطفويةِ التي نذرتْ أرواحها وقدّمت أعناقها لتبقى البلادُ عزيزةً وينعمُ أهلُوها بالأمن والسّلام، فكلُّ عامٍ والوطن ومليكُ الوطنِ وكلُّ شريفٍ يدبُّ على ثراه بخير وهناء .

 الشاعر عبد الرحيم جداية:

الاستقلال حالة مدنية شعورية يعلو فيها وعي الذات وقيمتها الانسانية في حرية الرأي وتحقيق الهوية الوطنية التي تتحرك فيها الذات باتحاه الوجود الطبيعي على الأرض وتحديد المصير المشترك في رفض قواعد السيطرة الخارجية التي تسلب الحريات الوطنية لتحول السيادة للضمير الداخلي الذي توافق عليه الشعب لتقرير مصيرهم بأيدهم والنهوض بالأمة.

وكما أن الاستقلال حالة مدنية وشعورية تنبع من قوى فكرية تأملية تحفز الشعور بالتحرر والانفلات من القيود الخارجية الى ضوابط توافقية فكرية مجتمعية وطنية داخلية منبعها الثقافة الوطنية والروح الانسانية المتحفزة للعطاء والبناء وتأهيل الفرد والمجتمع ليحكم نفسه بالقانون وتوزيع الأدوار بين أبناء الوطن الواحد.

والاستقلال بروحه وفكره ينبع من أدوات أهمها الرؤية والتنوير الذي يفتح العقول على اختيارات ثقافية سيادية للهوية الوطنية يبرز فيها دور المقاومة الفكرية التي مارستها الأمم في استقلالها كنموذج غاندي في الهند ومانديلا في جنوب افريقيا حيث الفكر يقارع الفكر في منظومة مثقفة تنويرها كان الاستقلال أساسها.

فالخيار العسكري أول الخيارت المتاحة في تحرير الأرض والانسان لكن الخيار الثقافي والأدبي الذي رعاه مجلس الأمير عبدالله جعل من الأسماء الأدبية طريقا للتحرير مثل عبدالمنعم الرفاعي ومصطفى وهبي التل وكوكبة المثقفين الأحرار الذي دعموا النهج العسكري برؤية ثقافية أدبية انسانية أوصلت الشعب الأردني الى الاستقلال وتعريب الجيش وتشكيل الحكومات العربية في شرق الأردن ليكون الاستقلال وتعريب الجيش نهج الهاشميين في الحوار والمعاهدات التي ضمن للأردن استقلاله والحفاظ على هذا الاستقال في محيط مشتعل برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني الذي حافظ على هذا الكيان الأردني بعلاقاته العربية والعالمية ليثبت أن الاستقلال فعل ثقافي أدبي تنويري فكري مدني لتحقيق مسيرة الاستقلال والحفاظ عليه.

 الشاعر غدير حدادين: 

بداية في ذكرى استقلال وطني الحبيب الأردن أتوجه بالتهنئة للشعب الأردني العربي الأصيل ولقيادته الهاشمية الحكيمة.الاستقلال بالنسبة لي هو الحرية، حرية الوطن وحرية الانسان، انه يعني السيادة الوطنية على جغرافيا الوطن، كما يعني الكبرياء والكرامة، لهذا فان جوهر الاستقلال التأسيسي هو التحرر من الاحتلال والاستعمار والتبعية السياسية والاقتصادية والثقافية، وامتلاك القدرة على اتخاذ القرارت والخيارات الاستراتيجية، بحيث يقرر الشعب أولوياته وأن يستثمر ثرواته الطبيعية والبشرية والحضارية بما يلبي حاجاته ويحافظ على مصالحه الوطنية، وهذا لن يكون الا اذا استطاع الشعب أن يتجاوز الاعتماد على غيره من الشعوب والدول، هذا ما قصده بالضبط جبران خليل جبران حين قال: «ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع»، بهذا المعنى فان الاستقلال مرتبط بمفهوم الهوية والكرامة الوطنية وتعزيز القوى الانتاجية، وهذا لن يتحقق الا اذا كانت العلاقة ما بين مفهوم الاستقلال بالمعنى السياسي الوطني مرتبط بحرية وحقوق المواطن، فلن يحافظ على الوطن حرا ومستقلا وسيدا الا شعب تشرّب قيم ومعاني الحرية والكرامة والتضحية من أجل الوطن. لقد واجه شعبنا الأردني الأصيل عبر التاريخ غزوات واحتلالات وتهديدات لا حصر لها، ولكنه استطاع دائما تطهير الأردن وابقاء رايته عالية خفاقة، ولهذا يجب أن لا ننسى في عيد الاستقلال أن ما نعيشه اليوم كأردنيين يستند الى تضحيات الأردنيين الغالية عبر التاريخ.

 الكاتبة نسيبة علاونة:

الاستقلال هو حفظ دمعة أمي على أخي وعلى دارنا وصورنا القديمة، الاستقلال حفظ هيبة أبي وهو يصحو فجرا ليصطف في طابور الجند هاتفًا باسم الوطن، الاستقلال هو بهجة الصغار ليلة العيد وطوافهم الحارات بعد صلاة العِشاء، الاستقلال هو طهارة الأرض والبحر والسماء، هو عصافير الصباح الآمنة بين الدوالي والعنب، ورائحة المساء بالشاي والنعناع الأخضر، هو أهازيجُ نساء لم يعلق في حناجرهن طعم القضبان والأقفال، الاستقلال هو علم بلادي يرفُ عاليا.. والدّحنون يتنفس ويتكاثرُ فوق أرض جدّي.. الاستقلالُ حياة.

 الكاتبة الهام أبو مسامح:

ظرة المثقف للاستقلال ربما تكون نظرة مختلفة عن باقي أبناء المجتمع، فهو يسعى دوما الى الأمن الثقافي تحقيق الحرية، حرية الراي ومشاركة الراي والتجديد والبناء، واحترام القوانين والعمل بها، الصعود بالوطن الى القمة، وتقديم صورة عن بلده ورسالة تصل الى العالم. الاستقلال كلمة تعني الكثير الكثير لأبناء المجتمع، التخلص من التبعية، بحيث يسعون الى التبادل في الثقافي للنهوض بالوطن، وابراز مواهبهم وثقافاتهم على أعلى مستويات وابراز جمالية وحسن الأخلاق وعدم التعدي على حقوق الاخرين، ليثبتوا للعالم أجمع أن ثقافاتهم العربيه والاسلاميه وأخلاقهم السامية ومبادئهم ستبقى نبراس حق علي مدى العصور، هكذا أرى الاستقلال، لأن أي استقلال لأي بلد يجعل منه منارة ثقافيه وابداعيه وسياحيه عالية النظير، وفي أردننا الحبيب نخبة ثقافية هائله تبرز نشاطاتها وتعمل بدورها على جعل الثقافه بناء وطن مستقل وبناء انسان مستقيم. ونحن في الأردن ننعم بالأمن والآمان بفضل قائد الوطن وهذا الشعب المنتمي لوطنه وقائده.. استطاع أن يحمي الأردن من كل التهديدات والمؤمرات واجهها عبر التاريخ، حمى الله الأردن وقائد الأردن وشعب الأردن.

25 May, 2017 05:50:18 AM
0

لمشاركة الخبر