Skip to main content

أنيميا كريات الدم صغيرة الحجم لدى الأطفال

هناك بعض المصطلحات التي تكون موجودة في نتائج عدّ الدم الكامل والتي تشمل تحليلاً تفصيلياً لكريات الدم الحمراء. ومن هذه المصطلحات «الأنيميا» التي تتميز بصغر حجم كرية الدم (Microcytic anemia)، وهي من أشهر أنواع الأنيميا في الأطفال التي يحدث فيها انكماش لحجم كرية الدم. وفى بعض الأحيان يحدث صغر الحجم، بينما يكون الهيموغلوبين طبيعياً، ولكن في الأغلب يحدث أيضاً نقص لمحتوى الهيموغلوبين بداخلها (Hypochromic microcytic)، ما يؤدي إلى عدم وصول الأكسجين بشكل كافٍ لخلايا الجسم، وهو الأمر الذي يؤدي إلى كثير من الأعراض التي تستدعي العلاج، حتى يتمكن الجسم من إنتاج كريات دم طبيعية. ويعتبر هذا التوصيف واحداً من الأعراض المعبرة عن مجموعة أمراض تتميز بهذا الشكل لكرية الدم الحمراء، وليس مرضاً في حد ذاته.

- الأعراض والأسباب

في بعض الأحيان لا تكون الأعراض بالوضوح الذي يلفت نظر الأمهات، خصوصاً في المراحل البسيطة التي تتميز بوجود شحوب في الجلد، كما يكون موجوداً تحت الأظافر، كما تظهر سرعة في ضربات القلب، والشعور بالتعب لأقل مجهود وصعوبة في التنفس ودوار، كما يتراجع الأداء المدرسي للطفل ويعاني من الصداع. هذه الأعراض تستمر مع الطفل طالما لم يتناول أي علاج، وفي بعض الأحيان النادرة يحدث عرض غريب في الأطفال، وهو الرغبة في تناول أشياء غريبة (pica)، وقد تكون ضارة مثل الطين أو الصمغ أو الثلج وتكون لفترة مؤقتة، ولا يوجد سبب محدد لهذه الظاهرة وتحدث في حالة الأنيميا نتيجة لنقص الحديد.

وهناك كثير من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى صغر حجم كرية الدم ونقص الهيموغلوبين بها، ومن أهمها:

- الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد، خصوصاً أن الحديد يدخل في تركيب الهيموغلوبين، وهو مكون أساسي له. وقد أشارت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إلى أن أنيميا نقص الحديد تعتبر السبب الأهم في هذا النوع من صغر الحجم. وتختلف أسباب الإصابة به تبعاً للعمر، وفي الأطفال يكون النقص أو السوء في التغذية هو السبب الرئيسي لحدوث نقص الحديد، أما في البالغين فيكون السبب نتيجة لفقدان الدم لسبب أو لآخر.

- أنيميا البحر المتوسط أو الثلاسيميا (Thalassemia)، وهي عبارة عن مرض وراثي من أمراض الدم نتيجة خلل جيني. ونتيجة للمرض، يحدث خلل في إنتاج الهيموغلوبين ولا يستطيع الجسم إنتاجه بشكل كبير أو لا يستطيع إنتاجه على الإطلاق، حسب الحالة الوراثية.

- الأنيميا الناتجة عن الأمراض المزمنة، حيث يوجد بعض الأنواع من الأمراض المزمنة تؤثر في تكوين الحديد وتسبب الأنيميا. ونحو ربع أنواع هذه الأنيميا تكون من التي تتميز بصغر الحجم، ومن أهم هذه الأمراض المزمنة بعض أنواع أمراض الكلى وأيضاً بعض الأورام الخبيثة، ويمكن أيضاً لمرض السكري من النوع الثاني أن يتسبب في أنيميا، في حالة عدم تنظيم مستوى الغلوكوز بشكل جيد، وكذلك مرض فشل القلب وبعض أمراض الجهاز الهضمي التي تؤثر على امتصاص الحديد وبعض الأمراض التي تؤثر على مناعة الجسم بشكل عام، مثل مرض الإيدز.

- التسمم بالرصاص، من المعروف أن التعرض لكميات متزايدة من الرصاص يؤدي إلى زيادة مستويات الرصاص بالجسم، خصوصاً الذين يقطنون في المدن الصناعية أو الذين يتعرضون للعوادم باستمرار أو المياه الملوثة.

- نوع من الأنيميا الخلقية (Sideroblastic anemia) التي يحدث فيها خلل يؤثر على قدرة النخاع العظمي على إنتاج كريات الدم الحمراء بكفاءة، مما يؤدي إلى الأنيميا من هذا النوع، وهو سبب نادر لحدوث الأنيميا التي تتميز بصغر حجم كريات الدم.

- العلاج

في حالة تشخيص الأنيميا بعد عمل العد الكامل لكريات الدم يجب التوجه إلى الطبيب، إذ إن العلاج يتحدد تبعاً للسبب، وهو الأمر الذي يدفع الطبيب إلى إجراء مزيد من الفحوصات لمعرفة السبب الحقيقي مثل قياس نسبة الحديد في الدم، لمعرفة ما إذا كان نقص الحديد هو السبب من عدمه. وفي حالة التأكد من التشخيص يكون العلاج عن طريق إعطاء الحديد عن طريق الفم، سواء في شراب للأطفال الصغار أو كبسولات للمراهقين، وفي بعض الأحيان النادرة يكون العلاج عن طريق حقن الحديد كل أسبوع.

وفي حالة الأمراض المزمنة يتم علاج السبب الرئيسي المسبب للمرض، سواء عن طريق إعطاء مضادات الالتهاب أو المضادات الحيوية لعلاج العدوى، وفي حالة أنيميا البحر المتوسط يتم نقل الدم للطفل باستمرار. وفي حالة التسمم عن طريق الرصاص يتم التخلص منه عن طريق حقن مادة معينة في الجسم (Chelation). وتجب الإشارة إلى أن معظم حالات هذا النوع من الأنيميا تكون بسيطة وقابلة للشفاء بسهولة باستثناء الأنواع الوراثية التي تحتاج إلى علاج دائم، مثل أنيميا البحر المتوسط.

ومن الواجب الوقاية من الإصابة من خلال الاهتمام بالغذاء واحتوائه على الأغذية الغنية بالحديد، مثل السبانخ والفول والطماطم وصفار البيض واللحوم الحمراء، وأيضاً الفواكه مثل التفاح والكمثرى، كما يجب تناول فيتامين سي وفيتامين بي 12 وحمض الفوليك. وبالنسبة للرضع، نصحت الأكاديمية الأميركية بعدم إعطاء حليب البقر إلى الأطفال قبل 12 شهراً من العمر، حتى لا يصاب الأطفال بأنيميا نقص الحديد، نظراً لاحتواء اللبن على مواد تتعارض مع امتصاص الحديد. وبالنسبة للأطفال الأكبر عمراً يجب عدم تناولهم أكثر من كوبين من حليب الأبقار.

02 Nov, 2017 12:36:44 PM
0

لمشاركة الخبر