إن الشباب بما يمثله من جزء حيوي في بناء المجتمع ، وبما يشكله كركن حيوي من أركان البناء الاجتماعي من حقه أن يفسح له المجال لأداء دوره الاجتماعي في المجتمع، وان يتمتع بالمكانة التي يستحق بين أعضاء المجتمع في مختلف شرائحهم وتنوع أدوارهم داخل المجتمع الذي يعتزون بالانتماء إليه ويشاركون في بنائه وتطوره ونمائه. وان حسن الآراء من قبل مجموع الشباب لهذا الدور المتوقع لا يأتي إلا بتوفير شروط التفاعل الخلاق للشباب داخل المجتمع إلا أن هذا التفاعل المرغوب يتأثر بعدة ملابسات تحول دون انخراطهم بالحياة العامة، يعود قسم منها إلى النوع الاجتماعي ويعود قسم آخر إلى طبيعة العلاقة بين الأجيال إضافة إلى طبيعة العصر ومستجداته الثقافية منها والتقنية. فلا مراء أن المجتمع العربي قد أعطى للشباب الذكور حرية اكبر مما أعطاه للفتيات من شبابه ،فاوجد بذلك حالة من التقييد التلقائي أو التحديد القسري أمام الفتيات عند اختيارهن لأنشطتهن الاجتماعية في إطار اندماجهن بالحياة المجتمعية، مثلما أن جيل الكبار من الآباء والأمهات والإخوة وحتى الأقارب تشكل تدخلاتهم المتكررة والمستمرة تحديدا أخراً لطبيعة التفاعل الاجتماعي للشباب من الجنسين، يستمد هذا التحديد مقوماته ومشروعيته من المقيدات الثقافية التي تتضمن مفردات العيب والضرر والخطر، وتمارس في إطار المسؤولية التي حولها المجتمع للكبار لممارسة الضبط الاجتماعي على الصغار : شبابا وأطفالا سواء بسواء ، والتي يتمادى الكثيرون في استخدامها خارج معقوليتها ولياقتها حتى أضحت أساليب قهر اجتماعي .
العمل الاجتماعي في مجال رعاية الشباب