إن رسول الله r حين عدَّد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قال : وشاب نشأ في عبادة الله والسبعة الذين ذكرهم قاموا بأعمال عظيمة ومتميزة، وهكذا الشاب المستقيم الطائع يقوم بعمل عظيم لأنه ينتصر على كثير من الشهوات والنوازع السيئة التي تنشأ في مرحلة المراهقة، فالمراهقة مرحلة عمرية تتطلب النظر بعيون فاحصة متفائلة لا متوجسة خائفة من آثارها، فإذا فُهِمت الأسباب و الأعراض كان من اليسير إيجاد حلول عملية وعلمية استجلابا لمنافعها ودرءا لمفاسدها وسلبياتها، فالمراهقة تعني المقاربة أي الطفل إذا قارب البلوغ . وتقسم فترة المراهقة إلى ثلاث مراحل : المراهقة المبكرة التي تبدأ في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من العمر والمراهقة المتوسطة والتي تبدأ في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، وأخيرا المراهقة المتأخرة والتي تمتد إلى سن الحادية أو الثانية والعشرين، وبعدها تكون مرحلة الشباب. فالرابط بين المراهقة والمدرسة يعني الحديث عن مرحلة انتقالية تتسم بعدد من التغيرات التي لا يتوقف تأثيرها عند البيت فقط بل تتجاوزه إلى المدرسة، فمراحل المراهقة تقابل مراحل الدراسة في مدارس التعليم الثانوي والجامعات والتي تعتبر فضاء تربويا لتلقي العلم،والتفاعل مع المراهق . وعليه يجب على المعلم أن لا يقف عمله التربوي عند حد توصيل المعلومات للطلبة وإكسابهم الخبرات العلمية والفنية، بل هو مرشد وقائد إلى كل فضيلة سلوكية وخلقية . ولكي ينجح في عملية التأثير في المراهقين يجب أن يكون رحيمًا عطوفًا محبًا لطلابه، وأن يعني بالناشئة من النواحي العملية والسلوكية والتربوية .
المراهقة مطالبها - خصائصها - نظرياتها - مظاهرها - مشكلاتها