Skip to main content
نبذه عن الكتاب
جغرافية المناطق الجافة النظام العام، التغير المناخي، النظام الأرضي، والنظام المائي والحيوي، النظام البيئي والنظام الاجتماعي والتنمية
No votes yet

قد يتبادر إلى ذهن البعض أن من يحاول أن يقوم بدراسة حول المناطق الجافة أو الصحراء سوف يدرس عن القحولة أو البيداء والفيافي أو التماثل والنمطية لظاهرة الرمال العقيمة اللامحدودة. علماً أن الجفاف والرطوبة أو الجبال والأودية أو البحار واليابس تشكل جميعها وحدة مترابطة ولا احتمال لاستبدال بعض هذه المكونات بالبعض الآخر أو امكانية الاعتماد على احدها دون غيرها بسبب قلة أهميتها أو زيادة تلك الأهمية. لذا كان لدارسة الأراضي الجافة أهمية لا تقل عن المناطق الرطبة. وكما قيل الحياة موجودة في الرمال. فالإقليم الجاف هو الموطن الأول للإنسان قامت على ضفاف أنهاره العظيمة حضارات عريقة سطرت لتاريخ البشرية أصول حضارتها وثقافتها، وهناك استؤنست النباتات والحيونات بعد استقرار الإنسان. وعلى الرغم من تحول ظروف المناخ نحو الجفاف إلا إن الإقليم ما زال يساهم بموارد اقتصادية كبيرة لا يزال الإنسان يستغلها لحضارته فالبترول والمعادن النفيسة والمخصبات والماء لا تزال مصادر مدفونه في رمال الإقليم الجاف. أما الدافع الأكبر لدراسة المناطق الجافة فهو أن معظم أراضي الوطن العربي والإسلامي تعتبر جافة أو شبه جافة، إلا أن الدراسة العلمية للإقليم لم تكن لتحصل لولا اكتشاف المناطق الجافة وتحديد اقتصادها ومقوماتها الحيوية الهائلة التي حدثت منذ قرنين من الزمن نتيجة البعثات العلمية الحديثة المتكررة من قبل الدول الأوروبية الاستعمارية والثورة الصناعية والحاجة إلى مزيد من الغذاء والمواد الخام.