نشأت الأمم المتحدة على أنقاض الحرب العالمية الثانية، بما خلفته تلك الحرب من ماسي ودمار وضحايا تجاوز عددهم الستين مليون، وهو ما كان يعادل 25 % من مجموع سكان العالم في ذلك الوقت. وإزاء هذه الاهوال وما مس المدنيين من خسائر بالأرواح والأملاك وتشرد وهجرات ونزوح، فقد كان يسيطر على المجتمعين في (دومبارتون أوكس )، وهم يتشاورون للتوصل إلى تحديد مقاصد وأهداف المنظمة الموعودة (الأمم المتحدة)، هاجس واحد وهو وضع نظام دولي جديد، يحول دون اندلاع منازعات وحروب جديدة. لهذا فقد كان منع التهديد باستخدام القوة أو استخدامها من أهم مقاصد الأمم المتحدة، وتم وضع الآليات التي تحول دون نشوء المنازعات والخصومات بين الأمم، وصولا للهدف (المقدس)، وهو تحقيق الأمن والسلم الدوليين. وكان " مبدأ تقرير المصير "، الذي اضيف كتعديل على ميثاق الأمم المتحدة عام 1951، احد الوسائل التي يمكن أن تساعد على تحقيق الأمن والسلم الدوليين؛ لأنه إذا ما منح كل شعب حق تقرير مصيره، فأن ذلك سيوفر الاستقرار للبشرية قاطبة، وستسود العلاقات الودية بين الأمم بديلاً عما كان يجري بينها من حروب منذ العصور الغابرة والموغلة بالقدم.
حق تقرير المصير بين المشروعية والوهم