الدولة والمذهب
يشتمل الكتاب على مقدّمتين وخمسة مباحث ومسرد خاص بالمصادر والمراجع فضلا عن قائمة بإصدارات الكاتب. تناول الكاتب في المبحث الأول علاقة الأمويين بالمذهب المالكي في الأندلس مرورًا بالمذهب الأوزاعي وتوقّف مطوّلا أمام محنة أتباع المذهب المسَّرِّي على يد عبد الرحمن الناصر، ودرس في المبحث الثاني التصوّف في القرن العباسي من خلال تجربة أبي يزيد البسطامي مبرزًا ذلك الإمعان في قمع الذات تمهيدًا لما تمخّضت عنه الصوفية من حركية اجتماعية وسياسية أفضت مع الطريقة القادرية وصلاح الدين الأيوبي إلى استئصال المذهب الفاطمي من الشام ومصر والمغرب العربي. وقارب في المبحث الثالث موقف ابن خلدون من علم الكلام والفلسفة مظهرًا الوجهة البراغماتية في الفكر الخلدوني والتي تجلّت في تغييب دور المعتزلة على صعيد التأريخ لعلم الكلام وإبراز دور الأشاعرة ثم العمل على نفي الحاجة إلى علم الكلام والفلسفة برمّتهما تناغمًا مع المزاج السلفي الصوفي السائد في مصر. وعاين في المبحث الرابع موقف السلفية الحديثة من المركزية الأوروبية من خلال تجربة جمال الدين الأفغاني، وسلط الأضواء على محنة السُّنّة في العصر العباسي من خلال المواجهة التي اضطر الحنابلة لخوضها مع المأمون وخلفائه من بعده.