Pasar al contenido principal
الكماشة..الفيلم الأمريكي الإيراني 2019- 2020 كتاب جديد للإعلامية سونيا الزغول

الكماشة..الفيلم الأمريكي الإيراني 2019- 2020 كتاب جديد للإعلامية سونيا الزغول

 

 

 

صدر حديثا، للكاتبة والإعلامية سونيا الزغول، كتاب جديد تحت عنوان «الكماشة.. الفيلم الأمريكي الإيراني 2020-2019»، يناقش تأثير العقوبات الأمريكية بعد الانسحاب من الاتفاق النووي على سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة وتصورات مستقبل الاتفاق النووي في عهد الرئيس الجديد للولايات المتحدة.

وجاء في مقدمة المؤلفة للكتاب: «حاولت إيران طوال العقود الماضية إجبار المجتمع الدولي على قبول طريقتها الخاصة في إدارة ملفها النووي، وفي كل خطوة كان هناك مساومة أو التفاف أو مناورة وتحرك الى الأمام متوقعة أن تقف واشنطن بشكل مباشر أمهامها ونشهد النتائج ، ولم تتعلم من التاريخ بأن الولايات المتحدة لطالما تصرفت كالكماشة باتجاه اليمين واليسار، فمن جهة عقوبات متتالية طوال عقود ومن جهة أخرى انسحاب من الاتفاق النووي، ولا تزال القبضة مقفلة من الجانبين، ورغم الاختلاف والتباين ماديا إلا أن هناك تقاطعا كبيرا في النتائج بين تلك الاستراتيجية الأمريكية و تكتيك الكماشة الحربي الذي يطوق جناحي الخصم بهدف منع وصول التعزيزات إليه، ولم تنجح جميع محاولات طهران لتخفيف تلك القبضة وكان الأمل الذي يراهن عليه الجميع نتائج الانتخابات الأمريكية في نوفمبر 2020.

 

 

لم يعد هناك وزن لكلمة «حرب استباقية» نجهز بها على قدرات الخصم قبل أن تتطور وتخرج عن سيطرتنا، فضمن حروب عصرنا تظهر عقلية الهروب إلى الأمام، وبات الدفاع عن النفس هجوما بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فكيف يمكن أن تثبت الولايات المتحدة حسن نواياها في التعامل بحكمة مع ملف إيران النووي ولا تتهور في مواجهة، وهي التي أنتجت مفهوم حرب الجيل الرابع بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ورغم أن هذه النوع من الحروب خلق مفاهيم جديدة كمفهوم «الحرب على الإرهاب» الذي بات جزءا لصيقا بصناعة السلام وإرساء الاستقرار والقضاء على تنظيمات إرهابية قامت بالأصل لزعزعة الاستقرار وتغيير الأنظمة، برزت المعضلة في استخدام هذه الحرب لخلق الأزمة قبل حدوثها لتقليص قدرات دولة ما و زعزعتها، وبسط النفوذ الأمريكي فيها.

يحاول هذا المؤلف رصد التجاذبات بين «إيران- الولايات المتحدة الأمريكية» على خلفية الملف النووي الإيراني، ويسرد ما وقع على مدار عامي 2019-2020 مجيبا على تساؤل بات يطرح في حياة الناس اليومية، هل ستقع حرب فعلا؟، فمن أطلق صافرة الرعب تلك، وجعل الناس تترقب بقلق بالغ احتمالية نشوب حرب؟، ولا بد أن ندرك إمكانية الكماشة في المضي بنا إلى الأمام أو إعادتنا إلى المربع الأول.

وقد قدم للكتاب الوزير والعين السابق والسفير الأردني الأسبق في طهران الدكتور بسام العموش، وفي هذه المقدمة نقرأ: «طلبت إليّ الصحفية «سونيا الزغول» أن أقدم لكتابها الهام «الكماشة» والذي يأتي في ظرف في غاية الأهمية والخطورة، حيث لا يزال نظام الملالي يُمارس مغامراته في عدد من البلاد العربية بقوة السلاح (اليمن ، سوريا، العراق، لبنان) وبالتآمر والتخطيط في بقية البلدان العربية يبحث عن موطئ قدم كلما لاحت له الفرصة، لقد أشارت «سونيا الزغول» إلى أن (القائمين على زمام الأمور في طهران لا يمكن الوثوق بهم) وهذا في غاية الدقة حيث أن هذا النظام الجاثم على صدر الشعب الإيراني هو والكيان الصهيوني أخطر دولتين على استقرار المنطقة وأمنها ومستقبلها.

نعم كان (الشاه) شرطي المنطقة، لكن الشاه لم يكن يُفكر في احتلال دول عربية ولا إنشاء ميليشيات مسلحة، ولم يكن يتدثر بالدين بل هو شخص علماني، لكنه لمّا انتهى مفعوله، استغنى عنه حلفاؤه الغربيون، وراحوا وفق النظرة الاستراتيجية يبحثون عن حليف بديل، فوجدوا ضالتهم في «خميني»، فأحضروه من باريس بطائرة Air France، فنزل في مطار طهران وهو يتكئ على كتف ضابط فرنسي !! وبدأت معزوفة استغلال الدين والمذهب؛ لأن التدين العاطفي يجعل البسطاء يصورون ذلك «نصرا»، وراح حاكم إيران الجديد «خميني» يُغازل عاطفتهم فتحدث عن تصدير الثورة فألهب شعور» الشيعة» ليس في إيران فحسب، بل في كل بلد فيه شيعة وكان هذا هو الهدف الاستراتيجي للعالم الغربي الذي يرى ضرورة استمرار الحروب الصليبية بثوب جديد عن طريق قسمة أمة الإسلام إلى سنة وشيعة!! وكانت لهجة «خميني» الثورية مُخيفة لعدد من الدول العربية، وبخاصة تلك التي فيها من أبناء المذهب الشيعي كدول الخليج؛ مما دفع تلك الدول لترسيخ علاقتها بالغرب وكل ذلك بثمنه، وهذا هدف استراتيجي ذكرته «سونيا الزغول» تحت عنوان «الاستيلاء على النفط» . وكان واضحا كلام ترمب الذي هدد دول خليج يوم قال: «إن هذه الدول مُطالبة بأن تدفع ثمن حمايتها، وإلا فإنه سيترك إيران تبتلعها خلال أسبوعين»، وقد أثمر هذا التهديد بدفع مليارات لرجل الصفقات «ترمب».

إن ما يجري بين أمريكا وإيران من حرب كلامية ومناوشات وتهديدات لا يغطي على التحالف لإسقاط «صدام حسين»، و»دخول أفغانستان» فالسياسة لقاء وافتراق، لقاء هنا على حساب العالم العالم العربي والإسلامي، وافتراق إذا اصطدم مع استراتيجية أمريكا في جعل «إسرائيل» الدولة الوحيدة التي تمتلك سلاحا نوويا في المنطقة. ومكر إيران تجاه الموضوع النووي لن يُفلح أمام المكر الغربي عموما، حيث تصطف أوروبا وأمريكا في خندق واحد لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية. وحتى يحمي نظام الملالي نفسه أوجد أظافر له في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين؛ ليُقايض بها عند التفاوض، وفي النهاية فإنه كما الغرب يمكن أن يستغني عن حلفائه إذا كانت المصلحة الخاصة تقتضي ذلك. ولم يقف جهد النظام الإيراني عند حدود أظافره وعملائه بل راح يعقد تحالفا مع الصين، ويتبادل المصالح مع روسيا، وبخاصة أن الطرفين معنيان ببحر قزوين ونفطه.

ناوشت أمريكا إيران، فغادرت الاتفاق النووي في تهديد واضح بعد أن «فشل سلاح المقاطعة»، فراح ترمب باتجاه الاغتيالات فاصطاد «قاسم سليماني»، ومن ثم «محسن فخري زاده»، وربما هناك قائمة سوداء بالشخصيات يأتي دورها إذا أخذ بايدن بطريقة ترمب.

وبالرغم من تصريحات بايدن بأن الطريقة مختلفة إلا أن ذلك لا يعني استبعاد هذا الخيار ، وكلنا يتذكر ما قاله بوش عن محور الشر.

إن الخطر لا يزال قائما، وبخاصة أن إيران اتجهت بعد اغتيال زادة إلى رفع نسبة التخصيب إلى عشرين بالمائة وهذا لا يقبله الغرب كله.

إن السياسة التي يعتمدها النظام الإيراني ليست في مصلحة الشعب الإيراني ولا شعوب المنطقة، ولو أرادت إيران الخير لقامت بواجبها تجاه شعبها في البناء والعمران والتعليم والحرية والديموقراطية، ولأقامت علاقات طيبة مع جيرانها بدل أن تهددهم ليكون المصير الحضن الأمريكي والغربي، وتمتلئ المنطقة بالسلاح والقواعد العسكرية الغربية.

لو أرادت إيران الحالية الخير لما تاجرت بالقضية الفلسطينية، بل لوحدت جهود الأمة في دعم صمود الشعب الفلسطيني وليس دعم فصيل ضد فصيل كي تستمر التجارة بهذه القضية.

إنهم في طهران كما قالت سونيا الزغول «يعالجون الأزمات بالأزمات»، حيث إنهم دعاة حروب ونزاع وصراع، مع أن الأمر محسوم لصالح الأقوياء. وإذا أردت إيران القوة فلتتشكل بالتلاحم مع الشعب وليس تهجير الملايين من المعارضين، كما يمكن أن تتشكل بأرضية التعاون المشترك مع جيرانها العرب. لا مستقبل لإيران بوجود نظام الملالي وعليهم أن يأخذوا الدرس من عميل الغرب الشاه، حيث تخلو عنه وتركوه يبحث عن قبر يدفن فيه بعد أن كان إمبراطورا. إن الأيام دول، والظروف تتغير، والتاريخ يسجل ولا يرحم، وسوف يسجل أن دماء العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين في رقبة نظام الملالي في طهران.

 

 

 

المصدر: الدستور

07 Feb, 2021 11:44:35 AM
0