Pasar al contenido principal
مقدادي والحجايا وأحمد.. قرأوا قصائدهم في حضرة «عرار»

أبو الهيجاء قرأ الشعراء: الدكتور محمد مقدادي، الدكتور عطا الله الحجايا، ولؤي أحمد، قصائدهم في «بيت عرار» و في حضرة صاحب البيت شاعر الأردن، كان ذلك في الأمسية الشعرية التي نظمها «منتدى عرار الثقافي» بالتعاون مع مديرية ثقافة أربد وأدار مفرداتها الشاعر أمين الربيع الذي قدم الشعراء بأسلوبه المميز وقصائده التي حازت على إعجاب الحضور فكان الشاعر الرابع في الأمسية التي حضرها حشد كبير من المثقفين والمهتمين.

القراءة الأولى الشاعر محمد مقدادي صاحب ديوان «على وشك الحكمة» فقرأ مجموعة قصائده المحكمة البناء، ولم تخلو بعض قصائده من لمسة الحزن والمبطن بالألم والسخرية التي تعاين الواق المرير، فنرى طاقم الحكام أصابعم الزكام فأطلقوا صفارة النهاية، وكما استذكر القدس وقانا وبغداد، وذهب بنا إلى رحلة الستين هاربا بجلدي.

نختار من قصيدة له بعنوان «التراب» حيث يقول فيها: زيداً من الحزنِ/أحتاجُ كي لا أموتْ/وأحتاجُ تلك المسافة بيني وبينك/كي أشتهيك كثيرا/وكي أطمئنّ/إلى أنني مُتعب بك/لكنني/طاعنٌ... في امتهان السكوتْ/وكي لا تصير العناقيدُ ملكي/ولا تنتهي/للوقار البيوتْ/وأحتاج شيئاً من الخوف/كي لا يطولَ الأمانْ/وأحتاجُ، حين أكونُ وحيدا).

إلى ذلك قرأ الشاعر الدكتور عطا الله الحجايا غير قصيدة راسما بجرأة القول الشعري سيناريو اللحظة المعيشة، شاعر مسكون بالتفاصيل الدقيقة للحياة، فكان الشاعر المسكون أيضا بمعنى الحب والأصالة وعبق التراث، مشكلا صورة درامية في قصيدته «تشكيل» التي أخذتنا وأخذته إلى الدهشة في إيقاع المعنى وامتزاجه بالخط وخفايا اللون، يقول فيها : «تدهشني الصورةُ/حين يعالج فنّانٌ ملعونُ الفرشاةِ/خفايا اللون/ويمازج بين الخطّ وبين المعنى/أو حين تميل الصورة/وتعاود ترتيب الألوان/أو تكسر إيقاع الرّائي/أو حين يجيء الناقدُ محدودُ التفكير/فيفسّرَ معنى الصُّفرةِ بالغيرة/ويفسّرَ معنى الحُمرةِ بالثورة/أو ينسى وهو يحلل تاريخ الأشياء/معنى أن تحمل قبّعةً/أو أن تقطف وردة/تدهشني الصورة».

واختتم القراءات الشعرية الشاعر لؤي أحمد صاحب ديوان «نوافذ العتمة» و»ناقف الحنظل» حلّق بنا بقصائده إلى فضاءات أرواحنا المسكونة والحبلى بالألم، شاعر أبحر في مساحات الأندلس وقريش التي نامت في الحرير، «لنرى في كل طائفة كما تقول قصيدته نبي جاهلي»، ضمن حبكة درامية تفيض بالشعر والإلقاء اللافت وقدرة الشاعر على حفظ قصائده والنفس الشعري الطويل قصائده درامية ملحمية مزلزلة.

من إحدى قصائد يقول: «لو كان بعض الخبز في المتناول/كنت ادخرت لجائعيك سنابلي/لكنني المأكول رغم هشاشتي/فمتى ترى مني سيشبع آكلي/عيناك في مقهى الخراب وحيدة/وبريق دمعهما بعين النادل/موجوعة فيك الحياة كنخلة/في كل أندلس تحن لداخلِ/لم يخذلوا ذئبي وكانوا إخوتي/والذئب أرحم من أخ متخاذلِ/أنا لم أبِعْ وطني فمفتاحي معي/والمُشرَعاتُ على الكروم منازلي/والنائحاتُ على الطلولِ قصائدي/والعابراتُ على الرصيف أيائلي/سأعودُ يوما للجليلِ فحصّتي/في الأرض قبرٌ من ترابٍ كاملِ/جسدي ستحملهُ الدروبُ لمريمٍ/والشوكُ إكليلٌ برأسِ القاتلِ/وسنلتقي فأنا وأنتِ قصيدةٌ/منحولةٌ ظلت ببالِ الناحلِ».

واختتمت الأمسية بتكريم الشعراء من قِبل رئيس منتدى عرار الثقافي المحامي محمد عزمي خريف شاكرا الشعراء الضيوف وواضعا وردة على قبر عرار.

 

 

 

المصدر: الدستور 

14 Oct, 2021 11:16:19 AM
0