Pasar al contenido principal
دارة الفنون فنانون من غزة يتأملون المشهد الفني المعاصر في القطاع

نظمت دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان حواراً مع فنانين من غزة عن المشهد الفني المعاصر في القطاع وظروف ممارسة الفن وسط الحصار، شارك فيه فنانون سبق أن شاركوا في أكاديمية دارة الفنون الصيفية في الأعوام 1999 إلى 2003 التي قام بإدارتها الفنان الراحل مروان قصاب باشي، وهم: محمد الحواجري ورائد عيسى وماجد شلا وباسل المقوسي وحازم حرب، ملقين الضوء على أعمالهم وخبراتهم كفنانين في إحدى أصعب البيئات التي يمكن للفنان التواجد فيها.

 

وحول الظروف الصعبة التي تواجه الفنان في غزة، ذكر باسل المقوسي أن أبرزها الانقسامات والحروب المتكررة، وعدم قدرة الفنان على المشاركة في الكثير من الأنشطة والفعاليات الخارجية، وأوضح: «لقد حالفنا الحظ نحن كمجموعة أننا استطعنا الخروج ورؤية العالم وتطورات الفن فيه، والأهم من هذا هو مشاركتنا في أكاديمية دارة الفنون الصيفية التي تعد من أهم التجارب التي خضناها كفنانين معاصرين نعيش في غزة».

 

وأوضح المقوسي أن من أهم المشاكل التي تواجه فناني غزة تأتي من ناحية الجهات المسؤولة؛ فهناك للثقافة وزارتين ورغم ذلك لا يوجد اهتمام كاف. ومن جانبه أوضح رائد عيسى أن الفنان في غزة يتعرض للظلم والحصار والإغلاق.

 

وقال حازم حرب: «كنا محظوظين من الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات لأننا درسنا والتحقنا بكلية جمعية الشبان المسيحية، لأنها أسست قاعدة للفنون التشكيلية في غزة، وكانت مكاناً منفتحاً على العالم، وكانت غزة أكثر انفتاحاً آنذاك، والسفر منها وإليها أسهل»، وأكد أن غالبية الفنانين الذين تخرجوا في التسعينات صار لهم اليوم شأن في عالم الفن. موضحاً: «رغم التحديات الموجودة في غزة بحكم الحصار الخانق، إلا أن الفنان المعاصر في غزة يواكب الفن وما يحدث في العالم من تطورات»، ونوه حرب إلى التأثير الكبير الذي تمارسه مجموعات «شبابيك» و»التقاء» على الجيل الجديد من خلال الإقامات فنية والورش.

 

وأوضح محمد الحواجري أن المشهد في غزة معقد لكنه رغم ذلك ناشط جداً رغم 16 سنة من الحصار، فالمعاناة خلقت جيلاً يحاول العمل على نفسه وتطوير تجربته. وبيّن الحواجري أن الفن أصبح جزءاً من حياة هذا الجيل، وبمثابة واحة يهرب إليها الشباب والشابات حتى يتمكنوا من مواصلة العيش. موضحاً: «الفن في غزة بُني من جهود مجموعة من الفنانين الذين حملوا هماً ذاتياً للتعبير عن أنفسهم أولاً، وجعلوا الحياة ممكنة، وخلقوا فضاءات للشباب لتكون ملاذهم الآمن. نجحنا في التقاء وشبابيك في احتضان المواهب الشابة وتوفير الدعم الخاص الذي يحتاجونه والبيئة الآمنة والصحية للتعبير عن الذات من خلال الفنون المتنوعة».

 

وأوضح ماجد شلا: «عملت في وزارة الثقافة من سنة 2000 وهي السنة نفسها التي تواجدت فيها في دارة الفنون، فأتاح لي ذلك فرصة للسفر والمشاركة في الأكاديمية الصيفية، ولحسن الحظ أيضا كان الفنان مروان قصاب يولي عنايته لشباب غزة، لأنه كان يعلم أن غزة ليس فيها جامعات أو مدارس متخصصة بالفن»، موضحاً أن وزارة الثقافة هي الجهة الرسمية في فلسطين، وتخصص من موازنتها جزءا لا يكاد تغطي النفقات البسيطة لتشغيلها، لكنها تحاول قدر الإمكان عمل نشاطات ثقافية، والآن أصبح الأمر أكثر تعقيدًا كما يشير شلا، وذلك بسبب الانقسام والحروب المتتالية على قطاع غزة. قائلاً: «نأمل أن تتلاحم الوزارتان لتصبح وزارة واحدة بخطة واحدة كي تنهض بالحالة الثقافية».

 

وحول مسألة التمويل واختيار المشاريع، أوضح الحواجري أن مسألة التمويل أصبحت تزداد تعقيداً؛ لأن الكثير من المؤسسات الأجنبية الممولة بدأت تضع شروطاً على المؤسسات التي تحتاج للتمويل، وأصبحت هذه الشروط نوعاً من الحصار الآخر لفلسطين كلها، لكن لها خصوصية أكبر في القطاع: «نشعر أن هناك تهميشاً للمشهد الفني من خلال الشروط التي تضعها المؤسسات الـمُمَوِّلة، وعلينا التفكير كفنانين وكمؤسسات حكومية وخاصة ومجتمع مدني أن نناقش سبل الخروج من هذه الشباك».

 

وحول التوقعات التي يحملها الجمهور تجاه الفنان في غزة، أوضح باسل المقوسي أن هناك الكثيرين في العالم خارج غزة لا يعرفون عما يحدث لها، مؤكداً: «معظمنا حاول أن يجد طرقاً مختلفة لتوصيل الواقع الذي نعيش به، نقاوم الاحتلال بأعمالنا، ونحاول إيصال رسالتنا للعالم كله بالشكل الذي نحب أن تصلهم فيه».

 

أما رائد عيسى فقال: «حين أقدم عملاً فنياً فعليه أن يمثلني ويحكي عن القضية بشكل فني لائق. في عام 2002 قدمت مشروع «الفجيعة»، وصورت مشهد الحرب بطريقتي وحولته من مشهد مؤلم إلى خطوط رفيعة. ذكر الحواجري أن مسألة التعبير حساسة لأن الجمهور يتوقع من الفنان أن يحاكي الواقع في غزة وفي فلسطين كلها، ومسؤولية الفنان هي تطوير أدواته: «تجربتي تنوعت بالتقنيات والأفكار. أتناول الواقع السياسي لكن أبحث عن اللغة العالمية، كما في مشروعي «السجادة الحمراء»، فطريقة التعبير تعود لثقافة الفنان وكيف يحاول تطوير أدواته».

 

 

 

المصدر: الدستور

17 Ene, 2022 11:34:41 AM
0