Pasar al contenido principal
«بين الأصالة والحداثة» رحلة فنان إلى المنمنمات

يستضيف «زمزي جاليري» ضمن موسم دبي الثقافي معرض «بين الأصالة والحداثة»، ويتضمن أعمالاً صغيرة مختارة ما بين 2009 - 2017 للفنان السوري الراحل وحيد مغاربة، الذي تتمتع لوحاته بإحساس عميق بمناخات الأسواق الشعبية وحركة الناس والكائنات فيها، وتبدو من خلالها ملامح العمارة العربية، وكذلك رحلته الطويلة إلى عالم المنمنمات، التي انطلقت منذ معرضه الأول عام 1961، الذي كشف من خلاله عن موهبة أدهشت الوسط الفني، وأتاحت المشاركة في عدد من المعارض العامة والمشتركة، حتى احتلت لوحاته مكاناً بارزاً بين نِتاج التشكيليين السوريين.

 

مشوار فن

وتسلط لوحات الفنان الراحل وحيد مغاربة، ضمن أروقة الجاليري، الضوء على مسيرته الفنية في الساحة التشكيلية، فرغم المكانة الفنية التي حظيت بها لوحاته، بقي طموحه يشده إلى التخصص الأكاديمي في الفنون، وبقي كذلك إلى أن سافر في عام 1975 إلى روما وانتسب إلى كلية الفنون الجميلة. وهناك حصل على جوائز عدة أبرزها جائزة الفنانين الأجانب في إيطاليا، وجائزة «المتينو» للفن والصناعة الإيطالية عام 1979. وفي نهاية ثمانينيات القرن العشرين عاد إلى مسقط رأسه متفرغاً للفن.

روائح شرقية

ومن جانب آخر، تمتاز لوحات الراحل وحيد مغاربة بالألوان ذات الرائحة الشرقية المشبعة بتوابل السحر وضياء الشمس، التي استلهمها من منظومات السجاد الشرقي والمنسوجات الشعبية والأواني الخزفية وغيرها من المشغولات التي تحفل بها الأسواق القديمة التي كان يخصها بزياراته وتأملاته، كما لعبت البيئة الشعبية التي نشأ في كَنفها دوراً فاعلاً في تكوينه الروحي والنفسي.

مورث محلي

اتسمت أعمال الراحل وحيد مغاربة بالتحرر من قيود التبعية التي كانت تسود الساحة الفنية حوله في ذاك الوقت، واعتمد على الذاكرة والوعي الثقافي في موضوعاته، واستمد قيمه التشكيلية من الموروث المحلي والفن الشعبي، وفي نهاية التسعينيات قادته أشواقه نحو عالم التجريد، وأصبحت أعماله نافذة تطل على ربوع جديدة من الصيغ التشكيلية والمنظومات اللونية، لينتقل بعد ذلك إلى عالم المنمنمات وجماليات الشرق.

ابن الطبيعة

وحول تجربته على المستوى الفني، أشار الفنان الراحل في شهادة له تضمنها كتاب «وحيد مغاربة: مسيرة الإبداع بين التأصيل والتحديث» للكاتب طاهر البني، الصادر في دمشق 2017، قائلاً: «إنني أَنشُد ذاتي الحقيقية من خلال التجارب الفنية الكثيرة التي كنت أخوضها، كما حاولت إدراك العلاقات التي تربط الفنان بالطبيعة وتشده إليها، وقد خرجت من ذلك بأن الفنان ابن الطبيعة، وهو الإنسان الوحيد الذي يحتوي على أسرارها وأعماقها وأبعادها، وكان لِزاماً عليَّ أن أتِّخذ موقفاً وأسلوباً ونافذة خاصة أنظر بها إلى الطبيعة لأحدد معالم شخصيتي الفنية. بدأتُ عملية التركيز، وكان همي أن أرى ما أرسم لا أن أرسم ما أرى».

 

 

 

المصدر: البيان

30 Ene, 2022 12:25:48 PM
0