Pasar al contenido principal
ختام فعاليات مؤتمر فيلادلفيا الدولي «النقد الحضاري في الوطن العربي»

اختتمت يوم الخميس الماضي فعاليات مؤتمر فيلادلفيا الدولي «النقد الحضاري في الوطن العربي»، الذي أقيم في حرم الجامعة، لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من الباحثين والدارسين.

وتضمنت فعاليات يوم الختام على أربع جلسات، الجلسة الأولى وعنوانها «النقد الحضاري في الأدب والنقد»، ترأسها د. إبراهيم السعافين، وشارك فيها: د. هند سعدوني من «الجزائر»، وقدمت ورقة بعنوان: «مأزق النقد الثقافي في الأدب العربي»، قالت فيها: إن بروز النقد الحضاري-الثقافي إلى ساحة الفكر العربي في المرحلة الأخيرة كان مع الانتشار التكنولوجي ضرورة ملحة بعد تزاحم المعارف وتنوّع التفنّن في استجادة أحوالها، لمجتمعات ما بعد حداثية استهلاكية سريعة كمجتمعنا العربي. ولقد وعدنا النقد الحضاري بقراءة جديدة للنصوص القديمة للكشف عن عيوب جمّلتها الصنعة، ثم اتجه نشاطه مع النصوص الجديدة في شكل مغامرة صوب اكتشاف أخطاء الاستهلاك الجاهز الغربي، والذي أضاف إلى عبء ترسبات القديم الجميل بلاغة مستحدثة أخرى هي الجديد الغريب وهو الجميل أيضا بطريقة ما.

 

ومن جهتها د. ليندا عبيد من «الأردن»، قرأت في ورقتها (الأنساق المضمرة  وجماليات البناء الفني في رواية «دارية» لسحر الموجي)، بيّنت فيها أن رواية «دارية» للروائية المصرية سحر الموجي تمثل واحدة من روايات الأدب النسوي التي تعّد نتاجا لمرحلة جديدة من واقع التسعينيات؛ إذ شهدت هذه المرحلة التاريخية تغيرا في الواقعين السياسي والاجتماعي، وبالتالي حضور مرحلة جديدة من الوعي في التعامل مع المرأة التي بدأت تصبح أكثر تيقظا وفهما لكينونتها ومكانتها الاجتماعية، وكما تتجلّى أهمية هذه الدراسة بتناولها لرواية نسوية تمثل مرحلة جديدة من الوعي الثقافي والفكري والاجتماعي، مما يخلق مجموعة متعاضدة من الأنساق المضمرة التي تشي بأيديولوجيا تقدم إدانة صارخة لمثل تلك المجتمعات

أما د.فدوى عودة من «فلسطين»، وعاينت في رقتها: «ملامح النقد السياسي في لزوميات أبي العلاء المعري»، وتناول بحثها شخصية فريدة امتد أثرها إلى أوساط ثقافية متعددة شملت الفكر والفلسفة والزهد والنقد الاجتماعي، الذي درست جزئية منه في هذا البحث ، وهي النقد السياسي، معتمدة على النصوص الشعرية من أبيات ومقطوعات شعرية في ديوانه اللزوميات، فقد أطال المعري التأمل والتفكير، فجاءت تأملاته ممزوجة بحكم ومواعظ استحق من خلالها لقب الشاعر الفيلسوف بجدارة، غير أن لزومياته لم تخل من طابعي الحزن والألم فكونت لديه رؤية جديدة كشفت عن عيوب عصره ونقدها من أجل الوصول إلى مجتمع أكثر كمالا ومثالية،  فكان نعم الدارس لأحوال الملوك والأمراء ومن تبعهم ، مطلعا على خفايا نفسياتهم المريضة التي يستترون خلفها.                                                            

وتأمل د. شفيق النوباني من «عُمان»، «الأدب من وجهة نظر حضارية دراسة في أعمال غسان عبد الخالق النقدية»، وتناولت هذه الدراسة مفهوم الأدب من وجهة نظر حضارية،  وتتمثل مهمة النقد وفق هذا المفهوم في الكشف عن الملامح الثقافية في المنجز الأدبي، سواء أكان هذا المنجز يسعى إلى ترسيخ القيم الثقافية أو خلخلتها.

وقد مثل الناقد غسان عبدالخالق نموذجا لهذا النهج في تناول الأدب، وسوف تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن هذا النهج ومرجعياته الفكرية والنقدية التي انطلق منها، سواء أكان ذلك على مستوى الدراسات النظرية أو على مستوى التطبيق. كما ستسعى الدراسة إلى ربط تجربة عبد الخالق بتجارب غيره من النقاد الذين ركزوا على هذا المنحى في النقد الثقافي من مثل عبد الله الغذامي الذي حاز اهتماما كبيرا في الوسط الثقافي والفكري في العالم العربي، ويوسف عليمات الذي أصدر عددا من الكتب في هذا المجال.

أما الجلسة الثانية جاءت بعنوان: «النقد الحضاري وأدب الرحلات»، ترأسها د. حسن عليان، وشارك فيها مجموعة الباحثين هم: د. خولة الكريم من «العراق»، وتحدثت عن «النقد الحضاري بعيون الرحلات كشريعة نحو تفاعل الحضارات»، فيما تحدثا د. خضر السرحان ود. موسى بني خالد من «الأردن» عن»النقد الحضاري في رحلة ابن فضلان»، وقدمت د. أنيسة السعدون من «البحرين» قراءة في «رحلة ابن فضلان وعي الذات عبر مرآة الآخر»، ومن العراق شاركت د. أمل طه ود. ليلى فاضل بتقديم « دراسة في أدب الرحلات و الموروث الحضاري».  

الجلسة الثالثة حملت عنوان: «النقد الحضاري  والفكر الغربي»، ترأستها  د. أماني جرار، وشارك فيها: د. نعيم الظاهر من «الأردن» بورقة عمل حول «النقد الحضاري في الوطن العربي في سبيل حوار الحضارات للمفكر الفرنسي روجيه جارودي»، ومن «الجزائر»، د. فيروز زرارقة ود. حكيمة عدال عاينتا «أسس النقد الثقافي عند.. كليفوردغيرتز»، ومن «الأردن»، قدمت ريم كنعان «قراءة في كتاب بنية الثورات العلمية». 

الجلسة الرابعة والأخيرة حملت عنوان: «النقد الحضاري  في الدراسات الاجتماعية» ترأسها د. سالم ساري، وتحدث فيها: د.محمد فوزي كنازة من «الجزائر»، عن «العوائق السياسية كمحدد لنسق الثقافة في مجال الإعلام»، ومن «العراق»، تحدثت د. فهيمة كريم عن «الجريمة الحضرية رؤية سوسيولوجية»، ود. حلمي ساري من الأردن شارك بورقة حول «الدلالات الثقافية لبيوت العزاء : مقاربة اثنوميثودولوجية»، وتحدثت د. سناء الخوالدة من الأردن عن «أثر أنماط التنشئة الاجتماعية على مفهوم الذات»  

ومن الأردن أيضا شارك د. عدنان الطوباسي بورقة قرأ فيها: «الوجه الحضاري لعلم النفس الإسلامي»، وكانت آخر ورقة في المؤتمر من «الإمارات»، لـ د. ماجد  حرب وخديجة الحميد تحدثا فيها حول «النَّقدُ الثَّقافيُّ والخطابُ التربويُّ المعاصرُ». 

15 Abr, 2017 09:00:07 AM
0