ديوان توفيق
محمد توفيق هو الشاعر الذي وهب حياته للغناء على قيثارة الشعر العربي، وهو الشاعر الذي طُوِيَتْ صفحة تاريخه الشعري بين دفاتر النسيان؛ فقد أهمله النقادُ ولم يحفلوا به كَعَلَمٍ من أعلام الفن الشعري، حيثُ عُدَّ من كوكبة فرسان البيانِ في عصره؛ فإليهِ تنتسبُ كعبةُ البيتِ ذي اللفظِ السهلِ الفصيح، وديوانه الشعري الذي بين أيدينا يُجسدُ عودًا يتغنى على أوتاره بأنغامٍ من حنينِ الشوق إلى وطنه مصر، وشعره بمثابة ميثاق شرفٍ وطني يدعو فيه إلى المقاومة، والثورة على الاستعمار والفساد السياسي، ويمجدُ فيه من شأن الإسلام والأمة العربية، ويعبر توفيق في أبيات هذا الديوان عن شرف نيل العِلْم والوُثُوب إلى المعرفة، وقد وصف النقاد القدامى شعره بالجزالة، والفصاحة اللتان تُبرزان الاقتدار الفريد على إبداع الصور الجديدة مع الحفاظ على العمود الشعري القديم.