علوم اللسان العربي في مقدمة ابن خلدون
احتلّ الدّرس اللغوي أهميّة خاصّة عند علماء العربيّة: القدماء والمحدثين منهم ، على جميع مستوياتها: النحويّة، والصرفيّة، والصوتيّة، والدلاليّة . فعنوا بوضع أسس وقواعد تسير عليها اللغة مستنبطة من مصادر المادة اللغوية المختلفة. ومنهم من لم يختصّ بها إلاّ أنّه وقف أمامها ناقداً ومحللاً ومفسّراً لها من جهة نظر خاصّة بعلوم العمران، وذلك لأنّه اعتبر أنّ اللغة هي بناء يجب إحكامه كما يجب إحكام البناء. وجعل شكلها العام من حيث تأثّرها وما تتطلبه من ألفاظ بيانيّة ومحسِّنات كالحضارة التي تشعّ بما فيها من مبتكرات واختراعات تتميّز بها الأمم عن غيرها. ومن هؤلاء الباحثين العلامة عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، ومن هنا جاء عنوان هذا الكتاب.