Aller au contenu principal
خطاب أب أسود إلى ابنه

قد يكون الصحافي والكاتب الأميركي تانهيسي كوتز أشهر كاتب أميركي أسود معاصر. اشتهر قبل 10 أعوام تقريبا (عندما كان عمره 30 عاما تقريبا)، عندما نشر كتاب مذكراته: «الصراع الجميل»، عن ولادته، وتربيته، ووالده الذي كان أسود متطرفاً.
ثم نشر كتاب «بيني والعالم»، وهو في شكل خطاب أرسله إلى ابنه، وفيه مقارنات مع الكتاب الأول.
اشتهر الكتابان ومؤلفهما بسبب التركيز على العلاقة بين أب وابن، ثم بين الابن والحفيد، خاصة في عائلة أميركية سوداء، متطرفة. وبقلم واحد منها، متطرف أيضاً. (أو ربما هو كثير الفخر بجذورهم الأفريقية، وبثقافته السوداء).
وتصدر الكتاب الثاني قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لعدة أسابيع. يتحدث الكتاب أولاً عن الجد، ويليام كوتز، الذي شارك في حرب فيتنام (كان التدخل العسكري الأميركي هناك بين عامي 1965 و1975). ثم صار من قادة حزب «بلاك بانثرز» (الفهود السوداء) المتطرف. تأسس الحزب عام 1965، ولم يعارض استخدام العنف كجزء من نضاله من أجل حقوق متساوية للزنوج (يكاد الحزب يختفي الآن). ثم أسس الجد دار نشر تخصصت في كتب السود التقدمية.


تحدث الكتاب، أيضاً، عن النشاطات العائلية لوالده: تزوج 4 نساء، وأنجب 7 أطفال. جمعهم كلهم تحت سقف واحد، وركز على تربيتهم تربية طيبة، خاصة لأن مدينة بولتيمور، حيث عاشت العائلة، اشتهرت (وتظل تشتهر) بكثرة الجرائم، وتجارة المخدرات.
هذه الجرائم والمخدرات هي بداية كتاب «بيني والعالم»، وهي بداية سوداء «متطرفة»، صب فيها المؤلف الشاب جام غضبه على الأميركيين البيض (وعلى أميركا، باعتبار أنها دولة البيض). وتمكن مقارنة هذه الآراء بآراء الزعيم المسلم الأسود لويس فاراكان، الذي اشتهر خلال الفترة التي ولد فيها كوتز، خاصة بسبب هجومه على الرجل الأبيض، وتحميله مسؤولية استرقاق الزنوج، والظلم الذي لحق بالسود بسبب ذلك.


لكن، في وقت لاحق، اعتدل فاراكان (رغم أنه حول غضبه من البيض إلى غضب على اليهود).
وها هو كوتز يعيد تحميل الرجل الأبيض مسؤولية ظلم الماضي (والحاضر) للزنوج. لم يكن فركان كاتبا أو فيلسوفا مثل كوتز. كان زعيما جماهيريا، أو غوغائيا، ومن الجيل الماضي (يرقد الآن على فراش الموت). لكن، كوتز كاتب ماهر، ومن جيل الشباب وسط السود. يبدأ كوتز الخطاب بزواجه، ثم ميلاد الابن في بولتيمور (نفس مدينة والده)، ثم انتقال المؤلف وعائلته إلى نيويورك، وبعدها قضوا سنوات في فرنسا. ثم عادوا إلى نيويورك، حيث يعمل كاتبا في مجلة «أتلانتيك».

12 nov, 2018 09:00:27 AM
0