Aller au contenu principal
كاتب أميركي يدعو إلى إعادة النظر في أركان الهوية

يمكن اعتبار كوامي أبياه، الأميركي البريطاني الغاني، واحداً من أشهر الفلاسفة الذين جمعوا بين الغرب وأفريقيا. فوالده من غانا، ووالدته من بريطانيا، وقد درس في أكسفورد، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، وهو الآن رئيس جمعية «بين» (القلم) الأميركية.
ومن بين كتبه السابقة: «وعى اللون: الأخلاقية السياسية للتقسيمات العرقية»، و«قاموس الثقافة العالمية»، و«بي مو بو: قاموس قبيلة أشانتي (في غانا)»، و«أخلاقيات الهوية»، و«تجارب في الهوية».
وفي كتابه السابع الصادر حديثاً «أكاذيب تربطنا: إعادة النظر في الهوية»، يتناول المؤلف بالنقد كثيراً من «أركان الهوية» التي يعتبر أنها صارت «تقليدية». فهو ينتقد الغرب الذي صار «مزيجاً من العنصرية والغموض»، ويقول: «خلال الحرب الباردة، كان الغرب نقيضاً للشرق الشيوعي، وهو يضم الآن مجتمعات جغرافية بعيدة بعضها عن بعض، مثل الأستراليين (غير الأصليين) والنيوزيلنديين (غير الأصليين) والجنوب أفريقيين (غير السود)».
ولهذا، كما يضيف: «صار مفهوم الحضارة الغربية، في أحسن الأحوال، فيه كثير من الغموض، وفي أسوأ الأحوال، واحداً من أخطر التحديات السياسية في عصرنا».
أما بالنسبة للوطن، فهو يرى أن هذا المفهوم صار أيضاً جزءاً من غموض المفاهيم الغربية، وذلك لأن «الوطنية الغربية» كانت نقطة انطلاق هذا الركن المهم في الهوية. وهكذا «حاولت الحركات السياسية الغربية أن تجعل الحدود الوطنية متوافقة مع هويات الشعوب، التي كانت تعتمد على اللغة والثقافة عبر قرون». ويتناول اللغة والثقافة بالتحليل أيضاً، منتقداً الذين يعتبرون اللغة أساس حضارتهم (ربما مثل الفرنسيين)، ويقول إن اللغات، بمرور الزمن، تتغير وتمتزج. ويشير إلى أن اللغة الإنجليزية، في عصر الإنترنت، صارت لغة عالمية، و«لا يقدر بريطاني على أن يحتكرها».
لهذا، يتحدث كثيراً عن «هوية الثقافة» و«ثقافة الهوية»، ويقول: «الثقافة مطاطة، وعامة، ومتغيرة، وواعية، وغير واعية، وراقية، ولا بد منها»، بدليل أن العالم صار قرية، وباتت الثقافة العالمية كأنها ثقافة قرية. وهنا، يستشهد المؤلف بدور الثقافة الإسلامية في الثقافة الغربية، ويشير إلى دور ابن رشد بالذات.
أما عن المال، أو الوضع الطبقي، فيرى أنه يؤثر بشكل بالغ على الهوية لأن المال، في حد ذاته، قوة. ويمكن أن يكون سبباً للقوة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ثم ينتقل المؤلف إلى «العرق»، مفرقاً بينه وبين «الجينات»، لأن هذه الأخيرة يمكن أن تؤثر على الخواص والجوارح، لكن ليس لذلك علاقة بالعرق الذي يعتبره ركناً من أركان الهوية، لكنه يوضح ذلك بقوله: «لا يوجد عرق نقى، وإن الاعراق تختلط مع بعضها عبر القرون».

11 Mar, 2019 10:15:16 AM
0