100 رواية مصرية.. "رامة والتنين" مأساة قبطى بسبب الحب الضائع
100 رواية مصرية.. "رامة والتنين" مأساة قبطى بسبب الحب الضائع
رواية "رامة والتنين" هى أشهر روايات الأديب الراحل إدوار الخراط، نشرت سنة 1980، ترصد أحداثها قصة حب بين ميخائيل ورامة، تبدو على شكل حوار بين رجل وامرأة تختلط فيها عناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية، وبعد ستة عشر عاماً من صدورها، باتت ثلاثيةً، بصدور الجزء الثانى الزمن الآخر والجزء الثالث يقين العطش، تعتبر نمطا متميزا فى الكتابة السردية الذاتية، صنفت من أفضل مئة رواية عربية.
تدور الرواية كحوار بين رجل وامرأة تختلط فيها عناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية. هذه الرواية هى خير مثال فى أدب إدوار الخراط للحديث عن الرواية التجريبية ذات المختبر الخاص، والبحث الضالع فى جماليات اللغة، وقناع الذاتية، بالإضافة إلى اعتماد الكاتب على تكنيك سيل الوعى المتغلغل فى نسيج النص من خلال شخصية "رامة" المتغلغلة بدورها هى الأخرى فى نفس تكنيك تيار وعى "ميخائيل"، وتداعى خواطره الذاتية، ومونولوجه الداخلى الكاشف عن ذكريات كثيرة حدثت.
وتتناول الرواية من خلال الحوار بين الأبطال عمق التجربة الإنسانية والصراع والخوف الذى ينتاب الإنسان طوال حياته، فالرواية تتشابك بين الأسطورية والواقعية وتحتوى على أبعاد فلسفية وعقلية، وتدور أحداثها فى مصر فترة ستينيات القرن الماضى وسبعينياته.
الرواية وصفها الكاتب والمترجم والناقد المسرحى المصرى، سامى خشبة، بأنها مأساة مصرية، وقال عنها "عندما كتب إدوارد الخراط هذه الرواية، إنما كتبها من منطلق واضح فيها كل الوضوح، حول تجربة الحب الضائع، التى يعيشها مثقف مصرى قبطى تكونت ثقافته باعتباره "قبطياً" ينظر إلى الأشياء، وإلى تاريخ مجتمعه ولغته، من منظور فهمه الخاص لتاريخه الذاتى".
يتشابك الزمن فى الرواية فيصبح الماضى والحاضر شيئاً واحداً، كما تداخل المشاعر الإنسانية بشكل يثير الشجن فى نفس القارئ، يقول "ميخائيل" بطل الرواية أن الحب حالة من الوحدة لا شفاء منها ويصف شعوره: "والحب؟ الحب كذبة.. هو الشهوة العارمة للخلاص من الوحدة، الاندفاعة التى لا تتوقف نحو الاندماج والاشتعال المزدهر لكنه يدور أيضاً فى الوحدة، وينتهى بتكريسها، أكثر علقماً من الموت، نحن نحب وحدنا، الحب أيضاً وحدة لا شفاء منها".
المصدر:اليوم السابع