Aller au contenu principal
الأدب النسوي في الأردن على ضفاف المئوية

أقامت جمعية النقاد الأردنيين بالتعاون مع مكتبة الأرشيف التابعة للمركز العربي للأبحاث ودراسات التنمية يوم السبت الماضي ندوة نقدية بعنوان «الأدب النسوي في الأردن على ضفاف المئوية»، وتأتي الندوة في سياق سلسلة من الندوات تعكف جمعية النقاد على إقامتها بمناسبة مئوية الدولة الأردنية. قدمت فيها الدكتورة دلال عنبتاوي قراءة تاريخية تأمليّة لسياق نشوء وتطورالأدب النسوي والأدب النسائي في الأردنضمن مراحل اجتماعية وأدبية عديدة أنتج أدب المرأة في صبغة منافسة. وقد أدارت الندوة الشاعرة والدكتورة إيمان عبدالهادي، التي تحدثت في مستهل الندوة عن إشكالية الفصل بين ما يكتبه الرجل وما تكتبه المرأة في ظل التحيّزات التي أفرزتها البئية الثقافية، وفي ضوء تساؤل كبير مفاده: هل استخدمت المرأة اللغة التي ورثتها أم أبدعت لغتها الخاصة وخصصت كينونتها وحصنتها بامتيازات أدبية تكفل لها هوية أدبية خاصة.

أكدت العنبتاوي في مستهل ورقتها على أنّ الأدب النسوي تجاوز في طرحه المضامين الذكورية كماً وكيفاً، وقدم نفسه في المشهد الثقافي معبرا عن واقعه وخصوصيته تعبيراً يلامس عالم النساء. وما يثبت ذلك تلك المراحل التاريخية التي رصدت تطور المرأة وقدرتها على التعبير بتراتبية سمحت بها الظروفالثقافية في منطقة محدودة المساحة.

 

وأضافت أن المرأة حققت شروط حضورها كما الرجل بعد أن واجهت إحساس الرجل بالتفوق بإثبات نفسها أمام ما يكتبه، وما يؤكد ذلك ابتداءً حجم إنتاج المرأة من قصة ورواية وشعر ومسرح دليلا على حضورها. رغم أنها في الماضي كنت تضطر أحيانا أن تقدم نفسها باسم مستعار، وكانت مضطرة لتقليد ما يقدمه الرجل من نماذج.

 

واشترطت العنبتاوي لقراءة الأدب النسوي أن نتجاوز، فيما نقرأه، الذهنية الذكورية المسيطرة على الخطاب النقدي حتى تغدو قراءة الأدب النسوي قراءة مبنية على المغامرة، يمكن أن توصلنا إلى استيعاب مشهدها الخاص ونماذجها الخاصة ملمحة إلى بروز أسماء نسوية في الرواية كسميحة خريس، وليلى الأطرش وغيرهن، ونماذج نسوية شعرية كمريم الصيفي وزليخة أبو ريشة ومها العتوم ورانة نزال ونبيلة الخطيب وغيرهن. ونماذج نسوية قصصية كبسمة النسور وجميلة عمايرة وسامية العطعوط وحزامة حبايبوغيرهن.فضلن عن دخولهن إلى فن القصة القصيرة جدا كسحر ملص وبسمة النمري.

 

وفي حديثها عن واقع الكتابة النسوية اليوم قالت عنبتاوي إن المرأة ما تزال تحاول تجاوز فكرة أسوار الحريم وتكوين استقلالية في الطرح وتنوع الموضوعات، وتميز التقنيات الفنية في الرواية خاصة. وقد رصدت العنبتاوي جملة من الإحصائيات التي توثق جهود المرأة في إسهاماتها النسوية، فعلى صيد الشعر أظهرت المرأة الشاعرة القدرة على تدفق العبارة الشعرية وتقديم مستويات عالية من البوح، وتسخير اللغة لهذه الغاية.

 

أما أبرز ملامح الأدب النسوي كما حددتها العنبتاوي فتتركز في الخصوصية في الطرح تختلف عن خصوصية الرجل في التعبير، والتكثيف، والجرأة في طرق التابوهات، والتعبير عن الذات الإنسانية والجسد والانكباب على ذلك، والاهتمام بالتفاصيل، والعمق السيكولوجي، والتفاوت بين أنماط السرد، محاولة الخروج على التهميش بالتركيز على الخطاب الذاتي، الإكثار من توظيف ضمير المتكلم في السرد، والتركيز على تقنية الحلم بوصفه تقنية بوح وكشف، واستخدام بغة رشيقة توازن بين الفصحى والعامية خاصة في الرواية، والتركيز على استعاء الماضي، وربط اللغة بالأحاسيس والعاطفة.

 

وتجمل العنبتاوي قولها في الأدب النسوي في الأردن أن المرأة ما تزال تبحث عن مساحة للحرية المفقودة يمكن أن تبرز قيمة أدب النسوي، الذي يسعى بثقة لتشكيل مشهده الذي يكفل للمرأة الخصوصية فيما تقدمه.

 

بدورها اختتمت الدكتورة إيمان عبدالهادي إدارتها للندوة بجملة من التساؤلات تمحورت حول إشكالية مفهوم البوح في أدب المرأة، وقيمة الغموض والإبهام في أدبها، وأهمية الترفع عن السذاجة والسقوط فيما تكتبه.

 

وقد أثارت التساؤلات جملة من الحوارات شارك فيها زهير توفيق ونضال الشمالي وعاصم بني عامر وريما مقطش وعلي القيسي وزهير حمد ورياض ياسين . توقفوا فيها حول إشكالية التفريق بين النسائي والنسوي، وخصوصية التأليف الأدبي للنسويات عبر التاريخ.

 

ومن الجدير ذكره، أن جمعية النقاد ممثلة بهيئتها الإدارية د. زهير توفيق ود. دلال عنبتاوي ود. نضال الشمالي ود. ريما مقطش ود. دعاء سلامة تعكف على استكمال لقاءاتها النقدية التي تؤرخ للأدب والفن في مئوية الدولة الأردنية، من خلال ثلاثة محاور أخرى قادمة هي القصة القصيرة والمسرح والفن التشكيلي.

 

 

المصدر: الدستور

24 Aoû, 2021 11:41:55 AM
0