Aller au contenu principal

مقتل الخليفة عثمان بن عفان

يصف ريتشارد كافنديش مقتل الخليفة عثمان بن عفان في السادس عشر من يونيو عام ٦٥٦ ميلاديًّا.

كان أولَ مَنْ تولَّى الخلافةَ بعد النبيِّ محمدٍ — الذي لم يترك وراءه وريثًا ذكرًا عند وفاته في أوائل عقده السابع عام ٦٣٢ ميلاديًّا — أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، اللذان أرسلا الحملات التي نشرت الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية في: فلسطين، وسوريا، وبلاد الرافدين، وفارس، ومصر، وشمال أفريقيا. كان كلا الرجلين صديقين وصحابيين للنبي محمد منذ الأيام الأولى لنبوته في مكة، وكانا والدَيِ اثنتين من زوجاته. أما المرشح الثالث البارز للخلافة فكان علي بن أبي طالب؛ ابن عم محمد الصغير، الذي كفله النبي في بيته طفلًا، وهو من تزوج من ابنته فاطمة؛ وكان الصبيَّان اللذان أنجباهما هما الحفيدين الذكرين الوحيدين للنبي.

ومع ذلك، عند وفاة عمر بن الخطاب في نوفمبر من عام ٦٤٤ ميلاديًّا، تجاوزت المجموعةُ الصغيرةُ من الصحابة التي كانَتْ مسئولةً عن اختيار الخليفة الجديد عليًّا واختارَتْ عثمان بن عفان ذا السبعين عامًا، وكان تاجرًا ثريًّا من سادة مكة، وأحد الذين سبقوا إلى الدخول في الإسلام. ويشير بارنابي روجرسن في كتابه «خلفاء النبي محمد»، إلى أنه ربما كان هناك شعور قلق من أنَّ اختيار عليٍّ للخلافة كان من الممكن أن يؤدِّي إلى توريثها. لم يكن عثمانُ رجلَ حربٍ، لكنه كان يتمتَّع بمهارات إدارة فعالة. وكانت أكبر إنجازاته تأثيرًا هي كتابة أول نسخة كاملة من القرآن، والتي اكتمل وضعها عام ٦٥٠ ميلاديًّا. ومع ذلك، تزايد السخط إزاء ما أبداه الخليفة عثمان من تفضيل لعائلته الأموية التي كانت تتمتع فيما يبدو باحتكار المناصب ذات النفوذ والتي كانت تدرُّ عليهم المال.

في عام ٦٥٦ ميلاديًّا، وصل رجال مسلحون من مصر إلى المدينة، وطالبوا بعزل الوالي المصري، وهو الطلب الذي تظاهر الخليفة بالموافقة عليه. لكن في طريق عودتهم إلى مصر، وقع في يد هؤلاء الرجال عبدٌ حبشيٌّ، وكان رسولًا من عثمان يطير على ظهر فرسه إلى والي مصر حاملًا أوامر بإعدام قادة هؤلاء الرجال بمجرد وصولهم إلى الديار. فعاد الرجال إلى المدينة، ورجموا عثمان بالحجارة داخل المسجد إلى أن سقط مغشيًّا عليه، ثم حاصروه في بيته. ولما أمر الخليفةُ العجوزُ أصدقاءه وخَدَمَه بعدم المقاومة حفاظًا على حياتهم؛ اقتحم المتمردون البيت وطعنوه حتى الموت، ولُطِّخ مصحفه الثمين بدمائه. نُصِّب عليٌّ خليفةً له، لكنه قُتِل عام ٦٦١، وحينئذٍ تولَّى معاوية — والي سوريا الأموي — الخلافةَ. كانت هذه بداية أعظم انقسام في صفوف المسلمين بين الشيعة — الذين يعتبرون عليًّا الخليفة الحقيقي للنبي محمد — وخصومهم من السنة. ظلَّ الانقسام قائمًا منذ ذلك الحين؛ وتتجلى عواقبه المهلكة للعيان فيما يحدث في العراق الآن.

30 déc, 2015 11:14:50 AM
1