Aller au contenu principal
«رابطة الكتاب» تحتفي بالشاعرة عطاف جانم

احتفت رابطة الكتاب الاردنيين بالشاعرة عطاف جانم وصدور ديوانها الشعري الجديد «مدار الفراشات»، مساء يوم السبت الماضي في قاعة غالب هلسة بمقر الرابطة الرئيس في عمان.
والاحتفائية التي أدارها الكاتب والمترجم نزار سرطاوي، وقدم فيها كل من الناقد والشاعر الدكتور راشد عيسى والناقد والشاعر مهدي نصير قراءات في قصائد الشاعرة جانم، استهلت بقراءات للشاعرة من ديوانها الجديد «مدار الفراشات».
ورأى الدكتور عيسى في قراءته التي وصفها بأنها «قراءة سياحية»، في مجمل الاعمال الشعرية للشاعرة جانم، ان عطاف جانم منذ ابجديات شعريتها الاولى في ديوانها الاول «لزمان سيجيء» راحت تهيكل ارض حلمها وتعدها لزراعة شعرية تليق بتطبيب الالام وهندسة المعاني الجافلة وصيدلة اللغة.
وقال ان القصيدة عند الشاعرة جانم سنبلة وشجرة وفراشة، اذ تضفي على كل واحدة منها امومة شعرية رشيقة فائضة بالآمال العظيمة بعيدة عن وديان اليأس وخرائب الحزن القاسية ومنتمية الى الفلاحة الشعرية واشجار المعنى والى بستنة الازهار بحيث يحسب القارئ لشعرها انه يسير في مزارع لغوية غنية الاشجار والورود معا.
ولفت الى ان معمارية القصيدة في شعرها تقوم على طراز البساطة الذكية في التشكيل، منوها بالأسلوب الدرامي في كثير من قصائدها التي تصبح فيه القصيدة قصة قصيرة تعرض لطفلة لا يهمها الطعام قدر اهتمامها بحلم العودة الى فلسطين، مستعرضا ابيات شعرية من قصيدة «عنقود الذرة».
واشار الى ان الموسيقا الحزينة في شعر جانم تشبه نواح العصافير على غابة محترقة، مبينا ان الشاعرة ملتزمة بشعر التفعيلة الذي يوفر لها مساحات ارحب من حرية التداعي والانثيال وبخاصة ان لغة اغلب القصائد مأنوسة ومنتقاة مما هو مؤتلف على الالسنة وملائم لأخلاق المعاني بعفوية محببة.
ويعتمد التصوير الفني في شعر جانم، بحسب الناقد والشاعر عيسى، على استعارات ومجازات في متناول الذائقة بعيدة عن ضغائن الترميز وعتمة الغموض.
وفي قراءة الناقد والشاعر نصير للديوان الجديد «مدار الفراشات» نوه بان تجربة عطاف جانم الشعرية في مجموعاتها الشعرية ناضجة الادوات الشعرية واللغوية والثقافية والسياسية متكئة على قصيدة التفعيلة بشكل صارم، مبينا ان مجموعتها الجديدة «مدار الفراشات» اختلطت فيها القصيدة الطويلة مع القصيدة الومضة التي كانت  في بعضها لا تزيد على سطر واحد.
وأشار الى ان قرآته للمجموعة الجديدة تقوم على اربعة محاور، مبينا ان المحور الاول تمثل بمناخات القصائد التي تدور في افق قراءة الواقع الفلسطيني والعربي المأزوم عبر قصيدة يمتزج فيها الهم الذاتي بالهم العام في جدلية شعرية تتناص وتتقاطع مع التراث العربي والشعري الذي بالتالي يتقاطع مع قرآءتها لهذا الواقع المستلب والمهزوم وعبر استدعاء القيم والشخصيات النبيلة التي تعمل كمعادل موضوعي يعيد للشاعرة الامل في المقبل من تاريخ هذه الامة.
وقال ان المحور الثاني يتمثل بالإيقاع والبناء العروضي لقصائد التفعيلة لدى جانم التي تعي نسغ الايقاع العميق لتتالي هذه التفعيلات وتدويراتها وقوافيها كواحدة من جماليات وجرس اللغة في قصيدتها، مشيرا الى ان الشاعرة استخدمت في مجموعتها الجديدة تفاعيل الخليل النموذجية والمشهورة وتفعيلة فاعلاتن من الرمل وتفعيلة فعولن وفاعلن وتداخلهما من المتقارب والخبب وتفعيلة متفاعلن من الكامل وتفعيلة الهزج مفاعيلن في قصيدة واحدة.
ولفت الى التناص في المجموعة كمحور ثالث، والذي جاء كثيرا مع التاريخ والشعر والتصوف والفكر والفروسية والحكمة والواقع اليومي بمفرداته واحداثيات زمانه ومكانه، مستعرضا عددا من تلك التناصات في قصائد المجموعة.
وختم نصير في قراءته بالمحور الرابع الذي يتحدث فيه عن القصيدة القصيرة او القصيدة الومضة، مشيرا الى ان المجموعة ضمت 7 منها او ما يمكن ان تسمى بمقطعات شعرية او القصيدة القصيرة جدا وشكلت ما نسبته 35 بالمئة من قصائد المجموعة، وهي ذات تركيب لغوي عال وايقاع عذب واخاذ.
وبين ان هذه القصائد القصيرة جدا التي تشكلت بعضها من سطرين قصيرين كثيفين، تدور حول الحكمة والغربة والوجدانيات التي تومض في القلب وتنبثق في اللغة مقطعا قصيرا وسريعا وجارحا في معظمها.
وقرأت الشاعرة خلال الاحتفائية التي حضرها شعراء ومثقفون ومهتمون، قصائد «مدار الفراشات» و»همسة ليوا» و»المغني» و»فلتوقظي شهدائك مؤتة» و»للكهف باب واحد» و»هاجس» و»خمر ناقم» و»وادي الجن». (بترا)

25 avr, 2017 09:07:10 AM
0