نشرت مجلة «ومنز هيلث» الأميركية تقريراً حول الأمراض الوراثية التي تنتقل عبر الأجيال المتعاقبة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة قد لا تقتصر على الحالات البسيطة من التوريث الجيني لبعض السلوكيات أو المميزات الخلقية، وإنما تشمل أيضا أمراضاً متفاوتة الخطورة.

وذكرت المجلة، أولا، أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعتبر من بين الأمراض المنقولة عبر الجينات. فقد تم إنجاز دراسة بارزة نشرت سنة 2016 في مجلة «نيو إنغلند» الطبية، شملت أكثر من 55 ألف مشارك خضعوا لاختبار الحمض النووي الذي درس 50 علامة جينية لمرض الشريان التاجي. وقد صنفت الدراسة مجموعة من المشاركين على أنهم الأكثر قابلية للإصابة بالمرض، الذي من الممكن تخفيض خطر الإصابة به بنسبة 50 % عبر اتباع نمط حياة صحي.

وأوردت المجلة، ثانياً، أن أورام القولون الحميدة يمكن أن تكون وراثية، فقد يتطور هذا النوع من الأورام خلال سنوات المراهقة لتصبح أوراماً خبيثة عندما يقترب الفرد من سن الأربعين. في هذا الصدد، قالت فريفوجيل: «عادة ما يبدأ الناس في إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم في سن الخمسين، ولكن إذا كان أحد أفراد العائلة قد أصيب بنفس المرض فقد يحتاج الشخص المعني إلى إجراء الفحوصات اللازمة في وقت مبكر والتحدث إلى مستشار جيني».

الجهاز الهضمي

وبينت المجلة، ثالثاً، أن مرض «الداء الباطني» يعتبر من اضطرابات الجهاز الهضمي التي تنتقل عبر الجينات. فوفقاً للمنظمة المختصة في مرض «الداء الباطني» فإن الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى (أحد الوالدين أو الأشقاء) مصاب بهذا المرض يكونون معرضين لخطر الإصابة بنفس العلة أكثر من غيرهم. لذلك، من المستحسن الحصول على تقييم من قبل الطبيب خاصة إذا كنت تعاني من بعض الأعراض الكلاسيكية للمرض كآلام البطن أو فقدان الوزن.

كما أوردت المجلة، رابعا، أن فرط كولسترول الدم العائلي يعتبر من الاضطرابات الوراثية. في الواقع، يكون الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسب الكولسترول منذ الولادة أكثر عرضة لأخطار النوبات القلبية والسكتة الدماغية بعشرين مرة. وقد أكد دانيال رايدر، الأستاذ في كلية الطب في بنسلفانيا، أن «الجينات المساهمة في كثافة الكولسترول في الدم هي السبب الوراثي الأكثر شيوعا لأمراض القلب المبكرة، ولكن مع العلاج المبكر يمكن تقليل خطر الإصابة بنسبة 80 في المائة».

وذكرت المجلة أن الاكتئاب يعتبر من الأمراض الوراثية، إلا أن الباحثين لازالوا بصدد البحث لمعرفة المزيد عن الجذور الوراثية للأمراض العقلية. وبالنظر في تاريخ العائلة النفسي والعقلي يمكن تقديم دليل على صلة المعطيات الجينية بإمكانية الإصابة بالاكتئاب. وبالتالي فإن التدقيق في تاريخ عائلتك الصحي قد يدفعك إلى الخضوع لبعض تحاليل الحمض النووي والبحث عن العلاج إذا كنت تمر بأزمة اكتئاب حادة.